شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٦١
وعمرو بن العاص وأمثالهم وقتله ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن عليه السلام مسموما وهو الزكي الطاهر ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو عترته المفروض الطاعة على معاوية المصالح له وقد نكث عهده، وهو قاتل حجر وصحابته وهو المزور للأخبار والروايات والباعث على خلق المذاهب والفرق. نعم هذا معاوية.
واليوم بعد أن أرسل رسله وكتبه إلى جميع ولاته بالدس والوضع والتزييف وقتل من كان على دين علي عليه السلام وأخذ البراءة من الناس في حبهم لعلي عليه السلام ولعنه. نعم بعد هذا كله يسن ويأمر كل ولاته في جميع الأصقاع أن يشتموا عليا عليه السلام ويسبوه ويلعنوه ويقولون إنه كفر والحد ووالخ وتصل هذه البدعة مستمرة لبني أمية يسير عليها الخطباء بعد كل صلاة وكل عيد كأنها سنة جارية. متخذا ذريعة إنه قتل عثمان وهو الذي دافع عنه ويزيد إنه يخالف قتلة عثمان وهو منهم لأنهم هيئوا له ذلك الملك كما مر.
روى عامر بن سعد بن أبي وقاص. قال: أمر معاوية سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب عليه السلام؟ فقال: أما ما ذكرت فلثلاث قالهن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، فذكر حديث المنزلة - والراية (يوم خيبر) وآية المباهلة، أخرجه مسلم في صحيحه ج 7 ص 120 والترمذي في صحيحه ج 13 ص 171 والحاكم في المستدرك ج 3 ص 109 وزاد الحاكم: فلا والله ما ذكره معاوية بحرق حتى خرج من المدينة.
سعد ومعاوية واتهام معاوية له وطعن معاوية بنسب سعد وجاء في مروج الذهب ج 1 ص 61 والسبط ابن الجوزي في تذكرته ص 12 لما قال سعد ذلك لمعاوية ونهض ليقوم فنظر له معاوية وقال: اقعد حتى تسمع جواب ما قلت، ما كنت عندي قط ألأم منك الآن، فهلا نصرته؟ ولم قعدت عن
(٤٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 ... » »»