شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٥٠
ص 3 وشرح ابن أبي الحديد ج 4 ص 68 أن زيادا خطب مرة وأجاد في خطبته وإذ مدحه القوم قال أبو سفيان إني لأعرف أباه ولما سئل قال: أنا قذفته في رحم أمه سمية وهذه الدعوى التي أراد أن يباهي بها أبو سفيان من جهة أدى لمعاوية لاستلحاقه بعد مقتل أمير المؤمنين عليا عليه السلام لكون أن زيادا أعلم الناس بشيعته بقصد إبادتهم وهكذا كان.
على أن معاوية هذا كتب لزياد بعد شهادة أمير المؤمنين علي عليه السلام وفي أيام خلافة الحسن السبط عليه السلام ما يلي:
من أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان إلى زياد بن عبيد، أما بعد، فإنك عبد قد كفرت النعمة، واستدعيت النقمة، ولقد كان الشكر أولى بك من الكفر، وإن الشجرة لتضرب بعرقها، وتتفرع من أصلها، إنك لا أم لك، بل لا أب لك يقول فيه:
أمس عبد واليوم أمير حطة ما ارتقاها مثلك يا بن سمية، وإذا أتاك كتابي هذا فخذ الناس بالطاعة والبيعة وأسرع الإجابة فإنك إن تفعل فدمك حقنت ونفسك تداركت، وإلا اختطفتك بأضعف ريش ونلتك بأهون سعي وأقسم قسما مبرورا أن لا أوتى بك إلا في زمارة عش حافيا من أرض فارس إلى الشام حتى أقيمك في السوق وأبيعك عبدا، وأردك إلى حيث كنت فيه وخرجت منه والسلام.
وجاء في تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 194 ومروج الذهب ج 2 ص 56 وتاريخ ابن عساكر ج 5 ص 409 وكامل ابن الأثير ج 3 ص 192 وشرح النهج ج 4 ص 7 وغيرها أنه لما بويع معاوية قدم زياد على معاوية فصالحه على ألفي ألف ثم أقبل فلقيه مصقلة بن هبيرة الشيباني وضمن له عشرين ألف درهم ليقول لمعاوية إن زيادا قد أكل كل فارس برا وبحرا وصالحك على ألفي ألف درهم، والله ما أرى الذي يقال إلا حقا، فإذا قال لك، وما يقال؟ فقل: يقال: إنه ابن أبي سفيان. ففعل مصقلة ذلك، ورأى معاوية أن يستميل زيادا واستصفى مودته باستلحاقه، فاتفقا على ذلك وأحضر الناس وحضر من يشهد لزياد، وكان فيمن حضر أبو مريم السلولي فقال
(٤٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 ... » »»