معاوية قدم له ولاية خراسان طعمة فمدحه بشعر ومنها:
ذكرت أمير المؤمنين وفضله * فقلت جزاه الله خيرا بما وصل حتى قال:
فلو كان عثمان الغداة مكانه * لما نالني من ملكه فوق ما بذل ولما بلغ معاوية مقاله أخلع عليه وأمر يزيدا يزوده وشيعه فرسخا. راجع الإمامة والسياسة ج 1 ص 157.
وأراد معاوية أن يستمزج أهل المدينة فأرسل إلى عامله مروان في المدينة أن يخطب فيهم ويرى رأيهم وفيمن يشيرون ليخلف عليهم. ففرحوا وقالوا أصاب ووفق وقد أجبنا أن يتخير لنا فلا يألوا فاعلم مروان معاوية فأعاد الجواب يذكر يزيد، فأخبرهم مروان بالخبر.
وعندها رده عبد الرحمن بن أبي بكر وتشاجر معه وأنكر عليه الحسين عليه السلام وابن عمر وابن الزبير. فأخبر مروان معاوية وكان معاوية طلب من الأمصار تقريض يزيد وترشيحه لولاية العهد، وإرسال الوفود فلما اجتمعوا عنده أحضر جماعة يقرضون يزيدا ويقدموه لولاية العهد بعده فتقدموا الواحد تلو الآخر حتى قام يزيد ابن المقفع العذري فقال: هذا أمير المؤمنين وأشار إلى معاوية فإن هلك فهذا وأشار إلى يزيد، ومن أبى فهذا وأشار إلى سيفه، فقال معاوية: اجلس فأنت سيد الخطباء، وبالتالي تمكن معاوية من أخذ البيعة له.
راجع العقد الفريد ج 2 ص 302 - 304 والكامل لابن الأثير ج 3 ص 214 - 216. وإن ما ذكرناه إنما حدث بعد أن سم الحسن بن علي عليهما السلام. وإن عجز مروان أن يأخذ البيعة ليزيد من أهل المدينة قهرا ولى سعيد بن العاص. وهذا رغم شدته رأى معارضة شديدة أخص من بني هاشم ومن ابن الزبير فأخبر معاوية وطلب منه الرأي أو إذا شاء الخيل والرجال والغلبة عليهم بالقوة فأرسل معاوية لهم