شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٥٣
ومظالم مستديمة.
ومن طاماته الكبرى بعد أن توثقت له الخلافة يريد أن يجعلها وراثية كسروية كما تنبأ بها عمر الخليفة الثاني له يوم امتدحه وهو عامله قائلا إن معاوية كسرى العرب ويوم كان يثبت أمره رغم شكاية الصحابة منه، واليوم يريد معاوية نصب ابنه الكافر الفاجر الخليع السكير الذي تغنينا أقواله وأفعاله عن الاستدلال في دنائته وسفالته وانحطاطه الأخلاقي. نعم يريد معاوية أن يوليه العهد وهناك لا تزال البقية الباقية من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل الحسن والحسين عليهما السلام سيدي شباب أهل الجنة الطاهرين الزكيين في سورة المباهلة وسورة الطهارة والكساء وغيرها واللذان أوصى بهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ذوي القربى وأيده القرآن الكريم وفيهم وردت مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنهم غرق وفيهم قال إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهم لن تضلوا فجعلهم عدل القرآن الكريم وفيهم نزلت الآيات والوصايا، وهناك في الأمة الصحابة البررة الأتقياء الأخيار وأهل العلم والعدالة أهل الحل والعقد أولئك الذين هم أقطاب الأمة وعمدتها وهناك البقية الباقية من العشرة المبشرة وأهل الشورى مثل سعد بن أبي وقاص وفي الشام عبد الرحمن بن خالد بن الوليد الرجل الثاني بعد معاوية الذي انتخبه أهل الشام وسفهائهم أن يكون عليهم خليفة بعد معاوية وحق لهم ذلك إذ كما قيل كيفما تكونوا يول عليكم لكن نرى معاوية هذا لا يعير للدين من كتابه ووصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإجماع الأمة ووحي العقل ونصيحة القريب والبعيد له أذن صاغية وهو هو ذلك الجاني المكار ولي الأمر مكرا وقهرا واليوم يريدها لابنه السافل وبدأ يزيل من أمامه العقبات الواحدة تلو الأخرى فيدس السم في الشام لعبد الرحمن بن الوليد فيقتله ويدس السم للحسن الزكي صلوات الله وسلامه عليه وقد أعطاه عهد بالأمان وعدم تولية أحد فيقتله كما دس السم إلى سعد بن أبي وقاص فقضى عليه وهكذا فعل بعائشة أم المؤمنين ولم يبق أمامه إلا أربعة أنفار هم
(٤٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 ... » »»