شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٤٧
ص 349 وابن عساكر ج 7 ص 212.
ويظهر أن عبادة هذا كان قد أنكر على معاوية في عهد عمر وقال لا أساكنك بأرض فعاد إلى المدينة وأرجعه عمر إلى الشام وقال له لا إمرة لمعاوية عليك راجع بذلك كنز العمال ج 7 ص 78 والاستيعاب ج 2 ص 412 وأسد الغابة ج 3 ص 106 وتاريخ ابن عساكر.
ولا يشك أحد بعدالة الصحابة أمثال عبادة وغيره الذين شهدوا أمام عمر وعثمان على منكرات معاوية ولكنهما أثبتاه طيلة خلافتهما وأيداه وقوياه. فهل من سائل لماذا؟ نعم كل ذلك لمثل هذا اليوم الذي يخاصم به عليا عليه السلام وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويشيد بذكر أبي بكر وعمر.
ومما مر تجد معاوية يخالف نص القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الربا وعندما يذكروه بذلك يستسخف آرائهم، وإذا راجعت ما ذكرناه في عمر في اعتراضاته على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعارضته الأخيرة في رد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكتابة العهد لعلمت أنهما كما قال معاوية في كتابه إلى محمد بن أبي بكر على عقيدة وسيرة واحدة وأن معاوية اقتدى بأبي بكر وعمر في سيرته.
وقد أثبت الصحابة فيما مر أنه يشرب الخمرة ويرابي. وقال أبو هريرة مرفوعا عنه (صلى الله عليه وآله) أربع حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها، مدمن الخمر وآكل الربا وآكل مال اليتيم والعاق لوالديه، وأخرج الطبراني في الكبير عن عبد الله بن سلام مرفوعا الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله من ثلاثة وثلاثين زنية يزنيها في الإسلام كما رواها من طرق أخرى وأيدها أحمد من طرق موثوقة. كما أيد ذلك البيهقي وابن أبي الدنيا من طرق أخرى وأورده الطبراني في الصغير من طريق ابن عباس وقد ذكر رجال الصحاح والمسانيد والسير في الربا حتى لتجده من أعظم الكبائر.
(٤٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 ... » »»