شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٥٥
المغيرة أكفيك أهل الكوفة وزياد يكفيك أهل البصرة وليس بعد هذين المصرين من يخالفك فأعاده إلى الكوفة ليعمل ذلك ورجع مستبشرا بعد أن ذهب للشام وقد كان أدرك أن معاوية يريد عزله وجعل سعيد بن العاص محله وعندما عاد إلى الكوفة سأل المغيرة أصحابه. فقال: لقد وضعت رجل معاوية في غرز بعيد الغاية على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وفتقت عليهم فتقا لا يرتق أبدا وتمثل:
بمثلي شاهدي نجوى وغالي * بي الأعداء والخصم الغضابا فذهب المغيرة وجمع عشرة من شيعة آل أمية وأعطاهم ثلاثين ألف وأرسلهم لمعاوية مع ابنه موسى فزينوا له بيعة يزيد ودعوه لها. وسئل موسى بكم اشترى أبوك من هؤلاء دينهم فقال بثلاثين ألف درهم فقال هان عليهم دينهم وطلب منهم أن يبقوا على رأيهم إلى الفرصة المناسبة وأرجعهم وبعدها أحضر معاوية وفود الأمصار وأوعز لإخصائه أن يستأذنوه بعد خطبته وموعظته للكلام ويمتدحوا يزيد ويرشحوه للخلافة بعده وهكذا كان بيد أن الأحنف بن قيس تكلم ومدح معاوية وذكره بشيعة علي والحسن عليهما السلام وإن للحسن عليه السلام عهدا عليه وإنهم طالبوه منه وحذره من مغبة ذلك ولهذا بدأ معاوية يدبر أمرا للقضاء على الحسن عليه السلام وسعد بن أبي وقاص وفعل راجع بذلك الإمامة والسياسة ج 1 ص 138 و 142.
ولما خطب معاوية واستمزج أهل الشام لمن سيخلف عليهم بعده أعلنوا له أن يخلف عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فأسرها في نفسه حتى إذا مرض عبد الرحمن أرسل له طبيبا يهوديا لمعالجته فأعطاه سما وقضى عليه. ولم يخفى ذلك على مهاجر بن خالد بن الوليد أخ عبد الرحمن فتنكر للطبيب وقتله ولما أحضروه إلى معاوية وزجره فأجابه قتلت المأمور وبقي الآمر (راجع بذلك الإستيعاب ترجمة عبد الرحمن والأغاني ج 15 ص 13 وتاريخ الطبري ج 6 ص 128 وحدث ذلك سنة 46 ه‍.
وقد علم سعيد بن عثمان بقصد معاوية فكلمه بأنه هو أحق من يزيد ولكن
(٤٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 460 ... » »»