شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٥٤
عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمرو وعبد الرحمن بن أبي بكر والحسين بن علي عليهما السلام وهو محبوب الأمة بعد أبيه وبعد أخيه بعد جدهم وهم الذين تنظر إليهم الأمة جمعاء فلا تقنع إلا بأقوالهم وأفعالهم وهؤلاء مصرين على عدم البيعة ليزيد ولم تجد توصيات ومماطلات وادعاء وإنذارات معاوية لهم ردعا فلم يبق سوى الكيد وقد استطاع أن يمهد الأمر ليزيد في الشام بعد قتله عبد الرحمن بن الوليد وأخذ البيعة ليزيد وأما هؤلاء فقد نصب لهم خديعة بعد اليأس من إقناعهم وإرضائهم فجمعهم وهددهم بالقتل وجعل على كل منهم حراسا يحملون السيوف لقتلهم إن نطقوا دون ما يريد وصعد المنبر وخطب الناس وقال وهو يشير إلى الحسين عليه السلام وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمرو عبد الرحمن بن أبي بكر فهم قد بايعوا يزيد برضاء منهم وإنه لا مانع لبقية الأمة فمن البيعة بعد هؤلاء الأقطاب وبقي الناس حيرى في صدق هذا وهم لا يجدون من يكذب ويمانع وهكذا أرغمت الأمة بالتهديد والوعيد غير من تقدم من الزعماء ورؤساء القبائل وبايع طمعا أو إرهابا ولقد استمرت هذه الفكرة لأخذ البيعة تخاصره وهو يتدرج إليها ويقطع دابر المعارضين كما وجدنا الواحد تلو الآخر حتى كانت ضربتها القاصمة في الختام على ما جرى، ولقد كان زياد ابن أبيه يمانع معاوية عن أخذ البيعة ليزيد حتى مات في 53 ه‍ كما أن معاوية لم يعلن هذه الرغبة لولاية العهد زمن الحسن عليه السلام وزمن سعيد بن أبي وقاص حتى سمهما، وقبلهما عبد الرحمن بن خالد الذي أجمع أهل الشام عليه وولى يزيد.
المغيرة يعترف أنه المحرك وقيل إن المحرك لأخذ البيعة ليزيد كان المغيرة بن شعبة الذي وجد في معاوية تحويلا عنه ويوشك أن يعزله من ولاية الكوفة فاتخذ هذه ذريعة إن نصح معاوية بأخذ البيعة ليزيد وبهذا أعاده إلى مقامه وطلب منهم ذلك في الكوفة وقد قال له
(٤٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 ... » »»