شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٤٤
تسلموا عليه بالأمارة فسلمتم عليه بالنبوة.
ويظهر أن معاوية كانت له نية هي ما فوق الخلافة إذ لم نجد له ردا واعتراضا ينفي قولهم وسلامهم له بالنبوة وأنه بث في الأقطار الأخرى عقائده التي أبرزها للمغيرة بن شعبة التي كان يقصد بها ردم اسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وربما كانت نيته الأولى لإدخال اسمه واسم الخلفاء الراشدين كرسل وعندها يساوي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإذا مد في عمره يبدأ بإثبات نفسه ويغير اسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالشكل الذي يريد لكن لم يواتيه أجله المحتوم وإليك القصة الثانية التي قال بها شمس الدين؟؟؟ المقدسي أبو عبد الله محمد بن أحمد الشامي المولود سنة 336 والمتوفى 360 في كتابه " أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم " ص 399 قوله:
في أصفهان " وفي أهل أصفهان بله وغلو في معاوية ووصف لي رجل بالزهد والتعبد فقصدته وتركت القافلة خلفي وبت عنده تلك الليلة وجعلت أسائله إلى أن قلت: ما قولك في الصاحب (وهو الوزير الشيعي الوحيد الصاحب بن عباد) فجعل يلعنه ثم قال:
إنه أتانا بمذهب لا نعرفه، قلت وما هو؟ قال: يقول: معاوية لم يكن مرسلا، قلت وما تقول أنت؟ قال: أقول كما قال الله عز وجل: (لا نفرق بين أحد من رسله) ، أبو بكر كان مرسلا، وعمر كان مرسلا حتى ذكر الأربعة ثم قال: ومعاوية كان مرسلا، قلت: لا تغفل، أما الأربعة فكانوا خلفاء ومعاوية كان ملكا، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الخلافة بعدي إلى ثلاثين سنة ثم تكون ملكا فجعل يشنع علي وأصبح يقول للناس هذا رجل رافضي، فلو لم أدرك القافلة لبطشوا بي، ولهم في هذا الباب حكايات كثيرة.
(٤٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 ... » »»