ومذاهبها وقيام المخاصمات في كل بقعة في مشارقها ومغاربها.
من العقائد الفاسدة مر بنا في الكتاب الذي كتبه معاوية لجميع عماله للوضع والدس والتزييف في الروايات والأحاديث لصالح أبي بكر وعمر وعثمان وآل أمية وتحريف مناقب علي عليه السلام وآل رسول الله كما ومر بنا كلمة المغيرة بن شعبة لابنه عن معاوية كيف أن المغيرة وهو الفاسق الفاجر الزاني يكفر معاوية ويوصمه بالكفر يوم جاء ينصحه بآل بيت الرسالة عليهم الصلاة والسلام الذين قطع عنهم حقوقهم باعتبارهم مسلمين وإذا به يصرح له بأنه يريد محو اسم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله دفنا دفنا وذلك ما ذكره المسعودي في مروج الذهب.
وهذا معاوية بلغ به الحال وهو الطليق ابن الطليق بعد أصبح قهرا خليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأراد محو اسمه، يشيع إلى عماله وليشيدون باسمه أنه وأبو بكر وعمر وعثمان من الرسل. فاسمع واضحك أو أبكي على هذه الحال التي وصل إليها الإسلام في ذلك وكيف بلغ بمعاوية الحال أن تنسب له النبوة والرسالة.
روى الطبري في ج 6 ص 184 وابن كثير في تاريخه ج 8 ص 140:
أن عمرو بن العاص أوفد إلى معاوية ومعه أهل مصر فقال لهم عمرو، انظروا إذا دخلتم على ابن هند فلا تسلموا عليه بالخلافة، فإنه أعظم لكم في عينه وصغروه ما استطعتم فلما قدموا عليه. قال معاوية لحجابه: إني كأني أعرف ابن النابغة وقد صغر أمري عند القوم، فانظروا إذا دخل الوفد فتعتعوهم أشد تعتعة تقدرون عليها، فلا يبلغني رجل منهم إلا وقد همته نفسه بالتلف، فكان أول من دخل عليه رجل من أهل مصر يقال له: ابن الخباط. فدخل وقد تعتع فقال: السلام عليك يا رسول الله، فتتابع القوم على ذلك، فلما خرجوا قال لهم عمرو: لعنكم الله نهيتكم أن