شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٤١
للتخلص من الاندحار المريع. ولأمير المؤمنين عليه السلام كتاب آخر لمعاوية قبلها جاء في نهج البلاغة ج 2 ص 12 قوله:
وكأني يجي عنك تدعوني جزعا من الضرب المتتابع والقضاء الواقع ومصارع بعد مصارع، إلى كتاب الله وهي كافرة جاحدة أو مبايعة جائرة) ولقد أنذر أمير المؤمنين قومه وجيشه صارخا فيهم:
عباد الله إني أحق من أجاب إلى كتاب الله ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط وحبيب بن مسلمة وابن أبي سرح ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن إني أعرف بهم منكم صحبتهم أطفالا وصحبتهم رجالا فكانوا شر أطفال وشر رجال، إنها كلمة حق يراد بها باطل. إنهم والله ما رفعوها، إنهم يعرفونها ويعملون بها، ولكنها الخديعة والوهن والمكيدة (راجع بذلك نهج البلاغة).
ولكم جاءت من الآيات البينات في إطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام أمير المؤمنين منها آية الولاية: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون). وقوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وما يفوق على ثلاثمائة آية نزلت في علي عليه السلام وحده راجع التفاسير. والجزء الأول والثاني من موسوعتنا موسوعة المحاكمات.
وهكذا ترى كيف أن خديعة التحكيم وحكم المحكمين خلافا للنص والكتاب كيف أعطى لمعاوية أحسن الفرص للتخلص من اندحار واقع وهزيمة نكران وانقسام جيش علي عليه السلام وظهور الخوارج أولئك الذين صرح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوجوب مقاتلتهم باسم المارقين، وبالتالي ضربة ابن ملجم الشقي الخارجي لعلي عليه السلام في محرابه في مسجد الكوفة التي انتهت بموته وبعدها بلوغ معاوية أمنيته بالمكر والخديعة.
(٤٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 ... » »»