شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٣٣
الورع والتقي المجاهد يخيفه السيف والنطع وحتى أن معاوية أمر بحفر قبورهم وإحضار السيف والنطع أمامهم وتركهم بعد الحبس والزجر والإبعاد ليلة يصلون لله ويعبدونه وبعدها وكل بكل فرد قاتلا قتله وطلب حجر أن يدفن بقيوده وثيابه فإنه مخاصم معاوية وأعوانه عند الله، ولقد قامت الكوفة والمدينة والصحابة وأمهات المؤمنين منهن عائشة دفاعا عن حجر لكن معاوية نفذ فيه حكمه والله خصيمه على ما جنى وظلم وجار وحكم.
عمرو بن الحمق وهو صحابي آخر يطارده زياد فيهيم على وجهه حتى يظفر به عمال معاوية ويستشيرون معاوية فيه فيتهمه زورا وبهتانا بأنه طعن عثمان تسعة طعنات تنفذ فيه فيقتلوه ويقطع رأسه ويرسل إلى معاوية وعمرو بن الحمق صحابي عظيم أخلقت وأبلت وجهه العبادة وهو الآخر المحكوم عليه بعبادته وعدالته وتقواه وهو كصحابي ممن أنكر على عثمان أفعاله الماضية ولم يكن قاتله فعلا لكنه كان من أولئك الداعين إلى إقامة العدالة واستعمال الصالحين ومن عرف بطلب السير على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وموالاة أهل بيت الرسالة وهذه هي الجناية الكبرى التي طلب معاوية بها قتله باسم طعنة عثمان زورا وبهتان اعتاد معاوية وأصحابه توجيهها لمن أرادوا الفتك به.
وإذا كان حقيقة وأن معاوية يريد متابعة قتله عثمان لما كتب إلى الزبير وطلحة بكتابه المار وبيعتهما وهو يعلم أنهما كانا أشد الناس على عثمان وقتله، وبالتالي أخرج ابن كثير إن رأس هذا الصحابي أرسل إلى معاوية فطيف به في الشام وغيرها وكان أول رأس طيف به ثم بعث معاوية برأسه إلى زوجته آمنة بنت الشريد وكانت سجينة فألقي في حجرها فوضعت كفها على جبهته ولثمت فمه وقالت غيبتموه عني طويلا ثم أهديتموه إلي قتيلا فأهلا بها من هدية غير قالية ولا مقلية.
(٤٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 ... » »»