فيكتب له عثمان ملبيا طلبه أن يرحله إلى داره في المدينة.
وأتى عبادة المدينة ودخل على عثمان فالتفت إليه وقال: ما لنا ولك يا عبادة فقام عبادة بين ظهراني الناس، فقال: إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا القاسم يقول:
إنه سيلي أموركم بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى فلا تضلوا بربكم فوالذي نفس عبادة بيده إن فلانا يعني معاوية - لمن أولئك فما راجعه عثمان بحرف (راجع بذلك مسند أحمد ج 5 ص 325).
وترى أن عثمان يعرف كل فرد من بني أمية في الكوفة والشام ومصر وغيرها ثم يوليهم، ولم يكن معاوية وعمله بخاف على عمر لكنه لم يتجاهر تجاهره زمن عثمان وكان عمر كما مر يجيز النبيذ الشديد ويجوزها وليس من الصعب على معاوية أن يقنع عمرا كما أقنع عثمان وهو القائل فيه كسرى العرب وادخره لضرب علي عليه السلام وحزبه والإشادة به وبأبي بكر كما مر ورأيناه وهل يخفى على معاوية وعثمان حرمة الخمرة في الكتاب والسنة وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخمرة وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمول إليه وعاصرها ومعتصرها وآكل ثمنها، راجع بذلك سنن أبي داود ج 2 ص 161 وابن ماجة ج 2 ص 174 وجامع الترمذي ج 1 ص 167 ومسند أحمد ج 2 ص 71 ومستدرك الحاكم ج 4 ص 144 و 145 وغيرهم. وهذا معاوية يشربها ويسقيها ويبيعها والخ.
وقال (صلى الله عليه وآله) شارب الخمر كعابد وثن راجع ابن ماجة وابن حيان والبزاز والترغيب والترهيب ج 3 ص 102 ونصب الراية ج 2 ص 298.
معاوية يرد النص والسنة في الربا راجع سنن النسائي ج 7 ص 277 و 279 وموطأ مالك ج 2 ص 59 واختلاف الحديث للشافعي هامش كتاب الأم ج 7 ص 23 وسنن البيهقي ج 5 ص 278 و 280 ومسند أحمد ج 5 ص 319 وصحيح مسلم ج 5 ص 43 وتفسير القرطبي ج 3