خديعة التحكيم جاء في سورة النساء 59 قوله تعالى: (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) وقوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) الآية 44 من سورة المائدة ومثلها الآية 47 و 45.
ولكم دعى أمير المؤمنين علي عليه السلام معاوية ومن قبله قائلا: ألا وإني أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه وحقن دماء هذه الأمة. كما ورد في شرح نهج البلاغة ج 1 ص 19 وجاء في تاريخ الطبري ج 6 ص 4. ثم جاء ينذرهم عاقبة ردهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم في كتابه إلى معاوية:
وكأني بك غدا تضج عن الحرب ضجيج الجمال من الأثقال، وستدعوني أنت وأصحابي إلى كتاب تعظمونه بألسنتكم وتجحدونه بقلوبكم " جاء في شرح النهج ج 3 ص 411 و ج 4 ص 50. وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أعلم عليا عليه السلام بحربه الناكثين في حرب الجمل والقاسطين في حربه معاوية وأهل الشام. وأنهم سيتوسلون خديعة بتحكيم كتاب الله ويتابعه على ذلك ثلة من جيشك وهم الذين خرجوا بعد التحكيم وهم الذين أصروا عليه رغم ما ذكرهم أمير المؤمنين عليه السلام بأنها خديعة من معاوية وعمرو بن العاص لكنهم ضلوا مصرين على التحكيم حتى أدركوا بعد فوات الفرصة كيف خدعهم معاوية وعمرو بن العاص وإذا بهم يناوؤن عليا عليه السلام على قبوله التحكيم وهم الذين أرغموه فصدق بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن عليا عليه السلام سيقاتل الفئة الباغية الثالثة وهم المارقين (الخوارج). وإلى هذا أشار الإمام في كتابه أعلاه قوله: وستدعوني أنت وأصحابي ".
إذ نرى معاوية وجد الحرب الطاحنة تتقرب إلى طحنه وهزيمته المنكرة فدبر هو وعمرو بن العاص خديعة التحكيم ومطالبتهم وقف القتال وتحكيم كتاب الله الذي رفعوه على المصاحف، وهم لا يصدقون القول بل يمكرون ويتشبثون به