شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٣٢
حجر بن عدي ولم يردع معاوية عن نواياه وأهدافه رادع ديني أو وجداني أو وازع إنساني أبدا وكم تجد في عماله وأعوانه من شهد على نفسه وعلى معاوية بالمنكرات كما مر في حديث سمرة يوم عزله معاوية بعد ستة أشهر من موت زياد فيقول لو أخلصت لله كما أخلصت لمعاوية لما عذبني فأي شهادة هذه بالجناية على نفسه وعلى معاوية.
وتلك تصريحات عمرو بن العاص المارة والذي سوف نذكر قسما منها فيما يلي ومما جاء في قصيدته الجلجلية. والآن تعال معي لأذكر لك ما فعله زياد بن أبيه مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنهم حجر بن عدي وصحابته الذي شهد بفضله القريب والبعيد وحتى أم المؤمنين عائشة المناوئة لعلي عليه السلام وحجر صحابي وما نطق إلا بما أمره به كتاب الله من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فما راعى فيه زياد ولا معاوية مكانته العظيمة كصحابي عظيم مجاهد ومخلص تقي وعالم ورع ولا أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وإذا بزياد يطارد حجرا مطاردة شديدة وهو بالأمس صاحبه لمحض أن حجرا صحابي يأبى لعن علي عليه السلام والبراءة منه وحجر لا يعزب عنه مقام أبي الحسن عليه السلام وسوابقه وما نزل فيه في الكتاب ووصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه وبعد كل ذلك فهو الخليفة الوحيد بإجماع الأمة يضاف لذلك ما لعلي عليه السلام ذاتا من المميزات العلمية والشجاعة والعدل والتقوى والتضحية في الإسلام فماذا يعمل حجرا مع هذا الطاغية وصاحبه وإذا بابن زياد يبذل قصارى جهده للقبض عليه وعلى أعوانه الاثني عشر ويحبسهم ويقدمهم إلى معاوية بعد أن يقيم عليهم جميعا بأمر معاوية شهودا وشهادات مزورة من سفلة القوم وأذنابهم وإدخال شهادات باسم أفراد لم يشهدوا بل دسوا وزوروا ووضعوا عنهم ما شاؤوا حتى إذا وصلوا معاوية استند إلى شهادة الشهود وطلب منهم لعن علي عليه الصلاة والسلام والبراءة منه كسبيل إلى منع القتل ومعاوية هو أساس الغدر ونكث العهد ومخالفة الكتاب والسنة وعدو الله ورسوله وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وما كان حجر ذلك العابد
(٤٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 ... » »»