ويخاف من خادمه ومملوكه ولا يحدثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة ليكتمن عليه ، فظهر حديث كثير موضوع وبهتان منتشر.
وإذ عهد معاوية لزياد بولاية الكوفة والبصرة فكان يقيم ستة أشهر بالكوفة ومثلها بالبصرة ويستخلف سمرة بن جندب وكان هذا أشد حتى من زياد على آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومواليهم حتى قال الطبري من طريق محمد بن سليم قال: سألت أنس بن سيرين. هل كان سمرة قتل أحدا؟ قال: وهل يحصى من قتل سمرة بن جندب؟ استخلفه زياد على البصرة وأتى الكوفة فجاء وقد قتل ثمانية آلاف من الناس فقال له معاوية، هل تخاف أن تكون قد قتلت أحدا بريئا؟
(ويقصد بالبرئ إنه هل قتل ممن لا يوالي أهل البيت عليهم السلام) فقال: لو قتلت إليهم مثلهم ما خشيت، أو كما قال، قال أبو سوار العدوي: قتل سمرة من قومي من تحداه سبعة وأربعين رجلا قد جمع القرآن.
وجاء في شرح نهج البلاغة ج 1 ص 361:
التزييف إن معاوية أعطى سمرة بن جندب أربعمائة ألف درهم من بيت المال على أن يخطب في أهل الشام بأن الآية (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) البقرة: 204، 205 إنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام وإن الآية (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) نزلت في ابن ملجم قاتل أمير المؤمنين عليا عليه السلام.
وأخرج الطبري لما مات زياد أقر معاوية سمرة بعده لستة أشهر ثم عزله فقال سمرة: لعن الله معاوية، والله لو أطعت الله كما أطعت معاوية ما عذبني أبد. انظر الرجل كيف يشهد على نفسه وعلى معاوية بجرائمه فبعدا وسحقا لأصحاب السعير.