معاوية الظالم في عهد خلافة علي عليه السلام ففي عهد علي عليه السلام بعد التحكيم يرسل معاوية بسر بن أرطأة بجيش إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويوصيه بالإرعاب والفتك أينما حل فيقتل فيها النفوس البريئة ويهدم ما شاء ويسلب ما أراد ويأخذ البيعة لمعاوية قهرا ثم يسير في البلاد منحدر إلى الجنوب بعد أن عين خلفا له وهدد وأوعد وهو لا يكف عن الرجال والنساء والصبيان ولا يتخلص منه حتى القبائل الرحل وما لديهم من جمال ومتاع إلا سلبهم إياها وبعد المدينة توجه إلى مكة وفي البلد الحرام قتل فيها جماعة من بني هاشم وترك عليها آخر بعد أخذ البيعة لمعاوية وأتى السراة فقتل من بها من الصحابة أخص من شم فيه موالاة لآل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأتى نجران فقتل فيها جماعة ومنه عبد المدان الحارثي وابنه وهم من أصهار بني العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى وصل اليمن وعليها عبيد الله بن العباس عامل علي بن أبي طالب عليه السلام وكان غائبا ووجد له صبيين وهما ابنا عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذبحهما بيده وبمدية كانت معه فخرجن نسوة من بني كنانة فقالت امرأة منهن، يا هذا قتلت الرجال، فعلام تقتل هذين، والله ما كانوا يقتلان في الجاهلية والإسلام، والله يا بن أرطأة إن سلطانا لا يقوم إلا بقتل الصبي الصغير والشيخ الكبير ونزع الرحمة وعقوق الأرحام لسلطان سوء، وقتل بسر في طريقه ومسيره جماعات كبيرة وبلغ ذلك عليا عليه السلام فدعا عليه ولعنه فأصيب باللعنة بدعائه عليه السلام.
راجع تاريخ الطبري ج 6 ص 77 - 81 والكامل لابن الأثير ج 3 ص 162 - 167 وتاريخ ابن عساكر ج 3 ص 222 و 459 والاستيعاب ج 1 ص 65 و 66 وتاريخ ابن كثير ج 7 ص 319 - 322 ووفاء الوفاء ج 1 ص 31 وجاء في الإستيعاب ج 1 ص 65 أن بسرا قتل ولدي ابن عبيد الله بن العباس بين يدي أمهما وقال إن ابن أرطأة كان يقتل الرجال ويسبي النساء كما فعل ذلك عند غارته على همدان وقتل