شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٢٩
الدس والوضع والتزييف أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته والذين يروون فضائله ومناقبه فأدنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم واكتبوا لي بكل ما يروي كل رجل منهم واسمه واسم أبيه وعشيرته، ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات والكساء والجباء والقطايع ويفيضه في العرب منهم والموالي، فكثر ذلك في كل مصر وتنافسوا في المنازل، فليس يجئ أحد مردود من الناس عاملا من عمال معاوية فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلا كتب اسمه وقربه وشفعه، فلبثوا في ذلك حينا، ثم كتب إلى عماله: إن الحديث في عثمان قد كثر وفشى في كل مصر وفي كل وجه وناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب عليه السلام إلا وآتوني بمناقض له في الصحابة مفتعلة فإن هذا أحب إلي وأقر لعيني، وأدحض لحجة أبي تراب عليه السلام وشيعته، وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضله. ثم كتب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان.
منع العطاء انظروا إلى من أقامت عليه البينة أنه يحب عليا عليه السلام وأهل بيته فامحوه من الديوان وأسقطوا عطاءه ورزقه.
التنكيل وشفع ذلك بنسخة أخرى. من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به وأهدموا داره. فلم يكن البلاء أشد ولا أكثر منه بالعراق ولا سيما بالكوفة، حتى أن الرجل من شيعة علي عليه السلام ليأتيه من يثق به فيدخل بيته فيلقي إليه سره
(٤٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 ... » »»