شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤١٤
وأما قولك: ادفع إلي قتلة عثمان. فما أنت وذاك؟ وهاهنا بنو عثمان وهم أولى بذلك منك. فإن زعمت أنك أقوى على طلب دم عثمان منهم فارجع إلى البيعة التي لزمتك (لأنها بيعة اتفق عليها المهاجرون والأنصار وباقي المسلمين) وحاكم القوم إلي " راجع الإمامة والسياسة ج 1 ص 88 وكامل المبرد ج 1 ص 225 والعقد الفريد ج 2 ص 284 - 285 وشرح ابن أبي الحديد / 1 / 252.
وهكذا يفند ادعاء معاوية بيد أن معاوية لا تخفى عليه الحقائق وهو أن يماطل ويراوغ ويحاول أن يستحوذ على السفهاء وأهل الأهواء وإغراء العقل وتحوير وتزوير وتشويه الحقائق كما فعل مع شرحبيل بن السمط. وما رسالة علي عليه السلام لمعاوية أعلاه جوابا له فحسب بل إنما هو رد على من أراد أن يحاججه شرعا ومنطقا وقد صرح ابن حجر في الصواعق ص 71 (إن من اعتقاد أهل السنة والجماعة: إن ما جرى بين معاوية وعلي عليه السلام الحروب فلم تكن لمنازعة معاوية لعلي عليه السلام في الخلافة للإجماع على حقيقتها لعلي عليه السلام كما مر.
فلم تهج الفتنة بسببها وإنما هاجت بسبب أن معاوية ومن معه طلبوا من علي عليه السلام تسليم قتلة عثمان إليهم لكون معاوية ابن عمه الخ وابن حجر في دعواه ونظره هذا وهو رغم إعطاءه الحق لعلي عليه السلام ويرى نتائج أعمال معاوية منذ مخاصمته علي عليه السلام إلى يوم موته وهو الطليق الذي لا تحق له الخلافة من كل الوجوه كيف فتك بخيرة الصحابة وأرغم الجميع على بيعة ابنه الفاسق وما دس وحرف وابتدع في الإسلام وجناياته المخزية كل ذلك ويقدم له الرحمة وهو القاتل الفاسق والقائم بالمحرمات والمدعي ما ليس فيه والجالس على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال فيه إن رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه والملعون على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله). ولم يكن ابن حجر أول فاقد صوابه ومتحرف عن جادة الصواب فهناك أمثاله مثل ابن تيمية وابن حزم وما سار على نهجهم لا تقودهم حكمة أو دين في سلوكهم وآرائهم فهم الذين يحكمون بخلاف ما أنزل الله وحكم به بين كافر وفاسق وظالم. كما جاء في الآيات 45 و 44 و 47 من سورة
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»