سبعين مرة لم أرجع عن الشدة في ذات الله، والجهاد لأعداء الله، وأما قولك إنه قد بقي من عقولنا ما نندم على ما مضى فإني ما تنقصت عقلي، ولا ندمت على فعلي، وأما طلبك إلي الشام فإني لم أكن أعطيك اليوم ما منعتك أمس، وأما قولك إن الحرب قد أكلت إلا حشاشات أنفس بقيت، ألا ومن أكله الحق فإلى الجنة، ومن أكله الباطل فإلى النار " راجع بذلك الإمامة والسياسة ج 1 ص 88 في ط 95 وكتاب صفين ص 538 ومروج الذهب ج 2 ص 60 - 61 ونهج البلاغة ج 2 ص 12 وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 3 ص 424.
وبينما الرجل هذا لا يقبل بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وإذا به عندما يرى نفسه وجيشه في اندحار يرفع المصاحف ويطلب التحكيم خديعة مغريا بذلك أولئك المارقين من أهل العراق الذين حاربهم علي عليه السلام في حرب النهروان لمروقهم عن دين الله.
صلح الحسن عليه السلام ونكث العهد وبينما معاوية يخطب إلى علي عليه السلام أن يترك له الشام يوافي القدر عليا عليه السلام بضربة الشقي ابن ملجم ويحيك معاوية ما يحيكه بالأمس حتى يوافق الحسن بن علي عليهما السلام على وضع الحرب أوزارها على شروط ترك الخصام وإقامة الكتاب والسنة وترك الخلافة شورى بين المسلمين وعدم التعرض إلى علي عليه السلام وآله عليهم الصلاة والسلام ومن والاه وأمور أخرى سيأتي ذكرها.
وإذا بمعاوية يتعهد بكل ذلك ويتوجه للكوفة وخطب قائلا:
خطبة معاوية على أهل الكوفة يا أهل الكوفة: أتراني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج؟ وقد علمت أنكم