شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤١٧
قابلهما الصحابي العظيم عبد الرحمن بن غنم وهو من أفقه أهل الشام وهو الذي فقه عامة التابعين بالشام وله مقامه الأسمى بينهم معاتبا أبا هريرة وأبا الدرداء عند مقابلتهما بحمص ما جاء في الإستيعاب لأبي عمر قال:
كلمة عبد الرحمن بن غنم " وإن عبد الرحمن بن غنم عاتب أبا هريرة وأبا الدرداء بحمص إذ انصرفا من عند علي عليه السلام رسولين لمعاوية، وكان مما قال لهما: عجبا منكما، كيف جاز عليكما ما جئتما به، تدعوان عليا عليه السلام إلى أن يجعلها شورى، وقد علمتما أنه قد بايعه المهاجرون والأنصار وأهل الحجاز والعراق وإن من رضيه خير ممن كرهه ومن بايعه خير ممن لم يبايعه، وأي مدخل لمعاوية في الشورى وهو من الطلقاء الذين لا تجوز لهم الخلافة! وهو وأبوه من رؤوس الأحزاب. فندما على مسيرهما وتابا منه بين يديه رحمة الله عليهما.
وإليك رأي سعد بن أبي وقاص في كتابه إلى معاوية الذي جاء يثيره ويخدعه. كما جاء في الإمامة والسياسة ج 1 ص 86.
كتاب سعد بن أبي وقاص لمعاوية أما بعد فإن أهل الشورى ليس منهم أحد أحق بها من صاحبه، غير أن عليا عليه السلام كان من السابقة، ولم يكن فينا ما فيه، فشاركنا في محاسننا ولم نشاركه في محاسنه، وكان أحقنا كلنا بالخلافة، ولكن مقادير الله تعالى التي صرفتها عنه حيث شاء لعلمه وقدره، وقد علمنا أنه أحق بها منا، ولكن لم يكن بد من الكلام في ذلك والتشاجر، فدع ذا، وأما أمرك يا معاوية، فإنه أمر كرهنا أوله وآخره، وأما طلحة والزبير فلو لزما بيعتهما لكان خيرا لهما، والله تعالى يغفر لعائشة أم المؤمنين.
(٤١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 ... » »»