شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤١٣
شرحبيل فجمع معاوية ثقاته من رؤوس قحطان واليمن وفيهم يزيد بن أسد وبسر بن أرطاة وعمرو بن سفيان ومخارق بن الحارث وحمزة بن مالك وحابس بن سعد الطائي وهم في الوقت بنو عم شرحبيل فأمرهم أن يلقوه ويقنعوا شرحبيل إن عليا عليه السلام قتل عثمان وكتب إلى شرحبيل يستقدمه من حمص فاستشار جماعة فمنهم من منعه مثل عبد الرحمن بن غنم الصحابي المار الذكر وقد نصحه فأبى شرحبيل عليه وانحاز إلى من أشار عليه بالسير إلى معاوية ولقد نصحه آخرون وأرسلوا لشرحبيل كتبا نثرا وشعرا يردعونه من التورط مع معاوية منهم عياض الثمالي بيد يظهر أن شرحبيل حبذ الفرقة الباغية فقدم على معاوية وكان معاوية قد أكمل له من يغويه ويحيده عن جادة الصواب ويثبت له ما يريد فأعلن شرحبيل انتصاره لمعاوية بأن عليا عليه السلام قتل عثمان وطلب إليه أن يدعو أهل الشام ويخطبهم ويحرضهم ضد علي عليه السلام ففعل بعد أن قابل جرير بن عبد الله رسول علي عليه السلام ورده وكاد جرير أن يقنعه لولا تدارك معاوية ورد جرير وإغواء شرحبيل بأشد من قبل وقام معاوية لا ينفك يدس له الكتب المزورة والشهادات الباطلة ضد علي عليه السلام حتى بلغ منه ما يريد وهكذا كان شرحبيل أكبر دعاة معاوية ومسنديه في أمره بخطة من عمرو بن العاص وهكذا ترى كيف قلب الحق باطلا والباطل حقا بالمكر والدسيسة والكذب والخداع وغير وبدل رأى أمثال شرحبيل بالمواطئة والخديعة وأخرى إقناع عمرو بالرشوة والتطميع وأخرى بالإرهاب والتخويف.
ولقد حاول معاوية أن يخادع نفسه ويتظاهر بمظهر المحق أمام السفهاء من أهل الشام وهو يماطل عليا عليه السلام ويكتب له أنه يبايع إن دفع له قتلة عثمان فيكتب له علي عليه السلام وهو سيد العارفين بمثل معاوية ورجل العدالة والمنطق فيجيبه:
(٤١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 ... » »»