شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٩٩
لحديث طويل وقع في مجلس كان فيه معاوية وعمرو بن العاص وقلة من بني أمية أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فأثارهم معاوية على الحسن عليه السلام يشتمونه ويكيلون له من التهم فتكلم الحسن عليه السلام ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيد شباب أهل الجنة ومما قاله مخاطبا به معاوية بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: أما بعد يا معاوية: ما هؤلاء شتموني ولكنك شتمتني فحشا ألفته، وسوء رأي عرفت به، وخلقا سيئا جبلت عليه، وبغيا علينا عداوة منك لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهله عليهم السلام، ولكن اسمع يا معاوية واسمعوا فلا أقولن فيك وفيهم ما هو دون ما فيكم.
أنشدكم الله أيها الرهط أتعلمون أن الذي شتمتموه منذ اليوم صلى القبلتين كليهما وأنت بهما كافر، تراها ضلالة، وتعبد اللات والعزى غواية! وأنشدكم الله هل تعلمون أنه بايع البيعتين كليهما: بيعة الفتح وبيعة الرضوان! وأنت يا معاوية!
بإحداهما كافر، وبالأخرى ناكث. وأنشدكم الله هل تعلمون أنه أول الناس إيمانا وإنك يا معاوية وأباك من المؤلفة قلوبهم تسرون الكفر وتظهرون الإسلام، وتستمالون بالأموال. وأنشدكم الله ألستم تعلمون أنه كان صاحب راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم بدر! وإن راية المشركين كانت مع معاوية ومع أبيه، ثم لقيكم يوم أحد ويوم الأحزاب ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعك ومع أبيك راية الشرك، وفي كل ذلك يفتح الله له، ويفلج حجته، وينصر دعوته، ويصدق حديثه، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تلك المواطن كلها عنه راض، وعليك وعلى أبيك ساخط.
وأنشدك الله يا معاوية: أذكر يوما جاء أبوك على جمل أحمر وأنت تسوقه وأخوك عتبه هذا يقوده فرآكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال اللهم العن الراكب والقائد والسائق أتنسى يا معاوية الشعر الذي كتبته إلى أبيك لما هم أن يسلم تنهاه عن ذلك.
يا صخر لا تسلمن يوما فتفضحنا * بعد الذين ببدر أصبحوا مزقا
(٣٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 ... » »»