شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٦٩
يكون الوسيط لهم مع عثمان فجاءه وقد مر حديثه الذي تحدث به مع عثمان ونصحه ورجاه والتمسه أن لا يكون الإمام الجائر المقتول الذي يجلب الفتن لهذه الأمة فإنه كان يقال: يقتل في هذه الأمة إمام يفتح عليها القتل والقتال إلى يوم القيامة ويلبس أمورها عليها ويثبت الفتن فيها فلا يبصرون الحق من الباطل يموجون فيها موجا ويمرحون فيها مرحا. ثم قال فلا تكونن لمروان سيفه يسوفك حيث شاء بعد جلال السن وتقضي العمر فأظهر عثمان أنه عاد إلى رشده وقال له كلم الناس بأن يؤجلوني حتى أخرج إليهم من مظالمهم فقال علي عليه السلام: ما كان بالمدينة فلا أجل فيه وما غاب فأجله وصول أمرك إليه.
وجاء في شرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 165 وكامل ابن الأثير ج 5 ص 70 والإمامة والسياسة لابن قتيبة يذكرون الرسالة التي كتبها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة إلى من في الثغور ومبدؤها:
بسم الله الرحمن الرحيم من المهاجرين الأولين وبقية الشورى إلى من بمصر من الصحابة والتابعين. أما بعد:
أن تعالوا إلينا وتداركوا خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يسلبها أهلها فإن كتاب الله قد بدل وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد غيرت وأحكام الخليفتين قد بدلت، فننشد الله من قرأ كتابنا من بقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتابعين بإحسان إلا أقبل إلينا وأخذ الحق لنا وأعطاناه، فأقبلوا إلينا إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر.
وأقيموا الحق على المنهاج الواضح الذي قد فارقتم عليه نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم وفارقتم عليه الخلفاء غلبنا على حقنا واستولى على فيئنا، وحيل بيننا وبين أمرنا، وكانت الخلافة بعد نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، خلافة نبوة وهي اليوم ملك عضوض من غلب على شئ أكله ". كما كتبوا هؤلاء المهاجرون والأنصار الذين في المدينة إلى عثمان عن طريق عبد الله بن الزبير وعن أبيه قوله: إلى
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»