شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٦٨
بالإصلاح بما يريدون إلا وعاد إلى سابق عهده بتأثير الطغمة الباغية.
متى يكمل البنيان يوما تمامه * إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم وبالتالي وعندما وجد أنه لا مناص وإنهم مصرون وإنهم لا يتركوه كتب إلى الأمصار كما أرادوا عزل من تظلموا منه ونصب من طلبوا نصبه حتى إذا عادوا وإذا بمولاه مسرعا في الطريق وإذا به بعد تفتيشه يحمل كتاب عثمان إلى واليه في مصر بقتل وحبس وزجر كل من تظلم ويبقيه في منصبه ويردي إلى الهلكة من أراد غيره وفي هذه المرة وقد جلبوا الأسناد والكتاب فلم يجد بدا سوى الاعتراف بالكتاب إنه مهره والمولى مولاه وكل شئ منه بيد أنه دون اطلاعه فقنعوا بعد أن تحقق إن كاتبه مروان فطلبوا منه محاكمته إن كان هو الكاتب وهنا أبى فحاصروه يطلبون أن يعتزل فأبى وهو يكتب لولاته النجدة وضرب وقتل المتظلمين وأزاد في الطنبور نغمة إن جاءه صحابي عظيم يطلب نصحه فيقتله أحد مواليه فيطلبون قصاصه. نعم قصاص الحر بالعبد فيأبى عليهم حتى لم يجدوا سوى التخلص منه وهو يعد العدة ويجهز نفسه في الداخل والخارج لضربهم فقتلوه وعاد أهل التقوى فانتخبوا الإمام البر النقي الطاهر الوفي أخا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه وأعدل الأمة وإذا لم يجد أهل الدنيا والنفاق لهم فيه مأربا عادوا للنفاق والفتن.
جاء في تاريخ الطبري ج 5 ص 115 وغير الطبري التي سنوردها فيما بعد: إن المهاجرين والأنصار الذين في المدينة كتبوا إلى إخوانهم في الثغور: " إنكم إنما خرجتم أن تجاهدوا في سبيل الله عز وجل تطلبون دين محمد (صلى الله عليه وآله) فإن دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد أفسده خلفكم وترك فهلموا فأقيموا دين محمد (صلى الله عليه وآله) ".
وهكذا هبوا من الثغور والأمصار وتجمعوا على عثمان وبعدها ذهبوا إلى علي عليه السلام باعتباره أقرب رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأسبق المهاجرين والأنصار ووصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يطلبون منه أن
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»