شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٦٤
لقد قتل عثمان مظلوما والله لأطلبن بدمه. وعثمان أموي وهي تيمية وليس بينهما صلة قرابة وإذا بها تمدح وتذم وتعود تمدح وتقول لقد استتابوه وقتلوه فهل نسيت إنها وطلحة والزبير هم في رأس العصابة القاتلة والمثيرة، وناهيك عن أعمالها المخزية في حرب الجمل والمجازر التي قامت بها وفتواها بقتل مئات المسلمين صبرا قبل الحرب وتوسطها المعركة في هودجها على الجمل ناسية ما نزل في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الآيات ومنعهن من التبرج وإقرارها في البيت ومضاعفة العقاب عليها، راجع بذلك سورة الأحزاب وأخص الآية 30 و 31 ووصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لها في عترته وأبو عترته علي عليه السلام وتذكرها من قبل أمهات المؤمنين.
وقد بلغ بعائشة التحريض على عثمان إن قابلت ابن عباس وحرضته وهو أمير الحجاج أن يخذل الناس عن عثمان ويرغبهم لطلحة.
مر وذكرنا بعض الشئ من أعمال عائشة أخص فيما يخص من أعمالها تجاه عثمان ومنه نعرف آراءها فيه وأهدافها ومراميها. راجع العقد الفريد لابن عبد ربه ج 2 ص 267 و 272 وتاريخ الطبري ج 5 ص 140 - 176 وطبقات ابن سعد ج 5 ص 25 وكامل ابن الأثير وأنساب البلاذري ج 5 ص 70 - 91 وتاريخ ابن عساكر ج 7 ص 272 و 319 وتاريخ العروس ج 8 ص 141 والإمامة والسياسة ج 1 ص 43 - 57 والاستيعاب ترجمة صحر بن قيس وتاريخ أبي الفداء ج 1 ص 172 وشرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 77 - 506 وتذكرة السبط ص 38 ونهاية ابن الأثير ج 4 ص 166 وحياة الحيوان ج 2 ص 359 والقاموس ج 4 ص 59 ولقد كانت عائشة تخرج شعر وثياب وحناء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وغيرها قائلة لعثمان ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم ولما تبل ثيابه وشعره ومن أقوالها لمروان وهو يريد أن يستميلها إلى عثمان يوم أرادت الذهاب إلى مكة فلم ترض فتمثل بهذا البيت قائلا:
وحرق قيس علي البلاد * وحتى إذا استعرت أجدبا
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»