شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٣٧
: وعليك السلام ورحمة الله. راجع صحيح مسلم ج 7 ص 154 و 155 وكان شديدا في عقيدته وصادقا في لهجته راجع صحيح البخاري كتاب المناقب باب إسلام أبي ذر ج 6 ص 24 وكتاب المناقب في صحيح مسلم ج 7 ص 156 ومسند أحمد ج 5 ص 174 ومجمع الزوائد وغيره.
وقد شبه بهديه بعيسى بن مريم عليه السلام كما جاء في كتاب مسائل الجاهلية ص 129.
ولما رأى " أبو ذر " تلاعب الخليفة عثمان بالأموال على ذويه وشيعته وحرمانه أخص آل البيت عليهم السلام والصحابة والمسلمين واكتناز هؤلاء الذهب والفضة كما مر حاول ردعهم ونصحهم فلم يجد أذن واعية وكلما كان يعمله إنما هو تلاوته آيات الله ومنها الآية 34 من سورة التوبة (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) والآية (يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم..) الخ وأمثال تلك ونشر نصائح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصاياه وهذا ما لا يروق لعثمان وشيعته وآل أمية ولهذا لم يأل عثمان أن يعاقب أبا ذر بأشد العقوبات من إهانة وشتم وتعذيب وإقصاء وتشريد ونفي وأبو ذر يجاهر والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها والله ما هي في كتاب الله ولا سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم والله إني لأرى حقا يموت وباطلا يحيى وصادقا يكذب وأثره بغير تقى وصالحا مستأثرا عليه فيبعد على قتب حتى ليكاد يهلك راجع بذلك أنساب البلاذري، حتى انتهى به الأمر أن نفاه إلى الربذة وضل بها حتى مات في أشد ما يكون غريبا وما أثار عثمان وأقعده نشر أبي ذر ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا عباد الله خولا ومال الله دولا ودين الله دغلا ".
وأبو ذر كما قال (صلى الله عليه وآله) أبو ذر أشبه الناس بعيسى عليه السلام مسكا وزهدا وبرا كما جاء في حلية أبي نعيم. كما وأخرج ابن سعد في طبقاته عن أبي هريرة
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»