شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٣١
والضياع والحواشي والمنقولات التي لا تعد ولا تحصى هذه العطايا يقدمها عثمان في الوقت الذي تملأ البلاد المساكين والفقراء والمحتاجين ومن بينهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبني هاشم بل وحتى آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذين كانت بيدهم فدكا فسلبها أبو بكر منهم في خلافته وأقطعها عثمان لمروان كأقل ما أقطع وأعطى.
وإذ سمع طلحة والزبير بإنذار علي عليه السلام جمعوا جموعهم وتحركوا لإثارة الفتنة إلى البصرة وهذا عمرو بن العاص أحد أعداء عثمان وبني أمية هو الآخر يتصل بمعاوية محركا إياه قائلا: أيها معاوية: إذ قشرك ابن أبي طالب من كل مال تملكه كما تقشر العصا لحاها " وبها أكد ابن العاص ما يملكه معاوية من بيوت المال والسحت وإنه سوف يحاسب عليه وغلت مراجل بنو أمية ووجدوا بذل بعض تلك الأموال بالتطميع والرشوة والمنكرات والانقلابات قبل أن تسلب منهم فهبوا هبة واحدة.
ويا للمسلمين يوم فقدوا أكبر حام لهم بضربة أشقى الأشقياء ولو أنهم التفوا حوله وصغوا إلى طلبه لأكلوا من تحت أرجلهم وفوق رؤوسهم ولكان اليوم الإسلام إسلام صحيح ولكانت الأرض مليئة بالسعادة ولعم الهناء كل الطبقات.
مخالفة عثمان للسنن ذكرنا مخالفات عثمان لنصوص الكتاب وركونه إلى الذين ظلموا وإعراضه عن الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وهناك لعثمان الذي غير وبدل في النصوص فقد كان أحرى به أن يغير ويبدل في سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإننا سنذكر منها على سبيل الإيجاز ولمن شاء أكثر تفصيلا أن يراجع كتابنا الخامس في عثمان من موسوعتنا (موسوعة الشكاة).
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»