شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣١٢
الديبغ. عن بعجة ابن عبد الله الجهني قال: إن رجلا منا تزوج امرأة من جهينة فولدت بعد تمام ستة أشهر فعرض الزوج ذلك لعثمان فأمر بها فرجمت وبعد رجمها اطلع علي بن أبي طالب عليه السلام وتلي الآيات لعثمان فاعتذر بأنه لم يفطن لهذا، وقد ثبت براءتها وكبر الولد وشابه أباه واعترف به الأب وقال عبد الله بعد ذلك رأيت الرجل يتساقط عضوا عضوا على فراشه. فانظر إلى هذه المسكينة المسلمة المهتوكة عصمتها والقائم عليها الحد دون شهادة شهود لمحض جهل الخليفة بنصوص القرآن واجتهاده الخاطئ في مورد النص. ونحن نتسائل كيف حكم عليها وهي بريئة بالرجم لأي نص استند أم أية سنة أو سيرة للخليفتين قبله أم إجماع أم قياس أم اجتهاد ولا تجد واحدة تستطيع أن تشير إليها.
أمر تغيير وتبديل في حدود الله ونصوص القرآن الصريحة.
يخالف النص ويطلق قاتلا دون حده أخرج البيهقي في السنن الكبرى ج 8 ص 61 مسندا لعبيد الله بن عمير. إنه لما طعن عمر بن الخطاب بيد أبي لؤلؤة وثب عبيد الله بن عمر على الهرمزان فقتله، فقيل لعمر إن عبيد الله بن عمر قتل الهرمزان، قال ولم قتله، قال إنه قتل أبي، قيل: وكيف ذلك؟ قال رأيته قبل ذلك مستخليا بأبي لؤلؤة، وهو أمره بقتل أبي، وقال عمر: ما أدري ما هذا. انظروا إذا أنا مت فاسألوا عبيد الله البينة على الهرمزان. هو قتلني؟
فإن أقام البينة قدمه بدمي. وإن لم يقم البينة فأقيدوا عبيد الله بالهرمزان، فلما ولي عثمان (رض) قيل له: ألا تمضي وصية عمر (رض) في عبيد الله بن عمر. قال: ومن ولي الهرمزان؟ قالوا أنت يا أمير المؤمنين. فقال قد عفوت عن عبيد الله بن عمر.
وجاء في طبقات ابن سعد ج 5 ص 8 - 10 ط ليدن يذكر قتل عبيد الله بن عمر الهرمزان وابنة أبي لؤلؤة وكلاهما مسلمان وأقسم أن لا يترك سبيا في المدينة إلا قتله فزجروه واشتدوا عليه فأخذوا سيفه وحبسوه بعد أن تخاصم مع سعد وغيره. كل
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»