شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣١٠
الأتقياء (1).
مر وسمعتم قول عمر في علي عليه السلام إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أراد العهد له وصددته. وكم مرة قال فيه لولا علي عليه السلام لهلك عمر واللهم لا تبقني ليوم ليس فيه ابن أبي طالب وأضراب ذلك المديح وهو القائل في علي عليه السلام لو وليها الأجلح لسلك بكم الطريق. وهو الذي قال أما والله يا بني عبد المطلب لقد كان علي عليه السلام فيكم أولى بهذا الأمر مني ومن أبي بكر؟
وسمع قول الله في كتابه المجيد فيه ووصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه وفي ذريته وإنه لا يناوؤه إلا منافق وكافر ولا يحبه إلا مؤمن وبعدها يدلي بها لخصومه لمن تنبأ له بالآثار التي نتجت وما آل إليها الإسلام وأهله، ويعلم أن عثمان ليس صاحب سنة وأنه ضعيف يتلاعب به بنو عمومته كما تلاعبوا.
فما قصد عمر من هذه الشورى؟ وجه الله؟ خدمة الأمة الإسلامية؟ خدمة البشرية؟ أم الدين والشريعة الإسلامية؟ وهو يعلم نتيجة عمله كما مر كرجل رياضي أو خبير كيماوي ما ينتج من جمع وربط هذا مع هذا.
وقد جاء عثمان وحف به البيت الأموي، وبدأ باستقبال أبي سفيان والسماع إلى نصائحه وقوله له بآل أمية تلاقفوها تلاقف الكرة ولا تدعوها تخرج من أيديكم فلا جنة ولا نار، وقد قيل إن عثمان نهره ولكنه عملا أجرى ما طلب بحذافيره فأرسل إلى الحكم وأولاده. طرداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذين لعنهم الله ورسوله وظلوا مبعدين عن المدينة لفسقهم وفجورهم حتى زمن أبي بكر

(١) وقد مر وذكرنا ما جاء لابن الأثير الجزري في أسد الغابة ٣ ص ٢٣٥ وما بعدها من تصريح ابن عمر للحسين عليه السلام وهو يظهر الندم والأسف من محاربته لعلي والحسين عليهما السلام في صفين مع الفئة الباغية معاوية ولما لامه الحسين السبط عليه السلام قال تلك وصية أبي التي ألزمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن أطيعه. ومنها تعرف أن عمر يوصي ابنه بمناوئة علي عليه السلام وموادة أعدائه ذكرها أيضا الكاتب المحقق محمود أبو رية في كتابه أبي هريرة ص 191.
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»