احتجاج الشعبي " لقد ضيق عمر على قريش والمسلمين وحبس الصحابة ومنع الحرية الفكرية والكلامية والحديث وتدوينه وتدوين السنة وأي قول يتحدث عن الماضي والحاضر والمستقبل أو أدب أو علم أو فلسفة أو حكمة ومنع الصحابة المقربين الواعين لنصائح ووصايا وأحاديث وسنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتفصيل مجمل الكتاب من الخروج من المدينة والتحدث وجعل عليهم العيون والجواسيس في المدينة وخارجها وضيق عليهم، ولقد كان قتله بيد أبي لؤلؤة فرجا بينا لهم جميعا فقد ضاق بهم رغم الفتوحات وتغيير الوضع الاقتصادي الذي كان له الأثر المهم لتثبيت عمر على السلطة وإسكات المسلمين عنه، وإلا لأطاحت قريش وبقية المسلمين بحكمه وهاك ما قاله فيه الشعبي:
" ما قتل عمر بن الخطاب حتى ملته قريش واستطالت خلافته " شرح نهج البلاغة ج 1 ص 168.
امتدت فترة خلافته اثنتي عشر سنة كانت كلها فتوح درت على المدينة والمسلمين بالثراء والأموال الطائلة والغنائم الواصلة من نقود وأثاث وحلي للنساء والإماء والمماليك بصورة لم يسبق على بلاد لا تعرف في تاريخها بعض ذلك فزال العسر المالي والضائقة والمجاعة وتجمعت الثروات الطائلة عند بعض الأخصاء المرموقين أمثال طلحة والزبير وأمثالهم من آل أمية. فلماذا إذن ملته قريش والحق يقال بأن الثروة المالية ليست هي الهدف الوحيد للإنسان فالإنسان أحوج لحريته الفكرية والبدنية وهو يرى ويشهد ما يناقض المنطق والمبدأ الذي يسير عليه فحبس الأصوات وكبت الأنفاس وحبس الأبدان وتوقيف الأفكار والآراء والدرة الهاوية بين فترة وأخرى على القريب والبعيد والرفيع والوضيع والقاصي والداني وبث الجواسيس ونقض الأحكام والسنن والاجتهاد المبتذل والاستبداد المطلق،