شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣١١
وعمر لكن عثمان حررهم قائلا الأقربون أولى بالمعروف ونسي قول الله تبارك وتعالى الآية 22 من سورة المجادلة قوله تعالى:
(لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان..) الخ وقوله تعالى الآية 3 من سورة الممتحنة (لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم الله والله بما تعملون بصير) وقوله تعالى (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار..) الخ وهكذا نرى عثمان يحيطه من كل جانب ومكان بنو عمه خصوم الإسلام وأعداءه من الطلقاء وأعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووزيره مروان بن الحكم وهو كاتب سره ووزير بلاطه والمتلاعب بآراءه والمتغلب على أفكاره حتى أرداه. وبعد هذا فهو يقدم أموال الله من الخمس والصدقات والفئ إلى هؤلاء دون حساب ويرسلهم ولاة على رقاب المسلمين وأعراضهم وأموالهم، بيدهم الحل والفصل والكلمة العليا ولهم وبيدهم خزائن الله وأموال المسلمين يتصرفون بها تصرف المالك، ولا يردعهم عن أعمالهم المنكرة من مخالفة نص أو سنة دين رادع ولا قلب خاشع، ولا عقل مانع.
يخالف النص ويحد بريئة كان وذكرنا فيما مضى أن عمر أمر بجلد امرأة ولدت لستة أشهر وقبل جلدها علم بذلك علي عليه السلام وتلي عليه الآيتين: الأولى الآية 15 من سورة الأحقاف (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا).
الثانية (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) فكانت الرضاعة أربعة وعشرون شهرا والحمل ستة أشهر وعندها أطلق سراحها وقال لولا علي عليه السلام لهلك عمر ولكن في عهد الخليفة الثالث عثمان كما أخرج الحافظ ومنهم مالك والسيوطي والعيني وابن أبي حاتم وابن المنذر والبيهقي وابن كثير وأبو عمر وابن
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»