شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٠٧
حرب بدر وتقدم المسلمون بعد كل حرب بصورة محسوسة، وفي خلال هذه الفترات والحروب الشهيرة مثل بدر واحد وبيعة الرضوان التي امتاز أفراد المسلمون السالكين والمشتركين فيها نرى عثمان لم يساعده الحظ ليحضر ويشترك في حرب بدر وأما في أحد فرغم أنه اشترك فقد خانه الحظ وأصبح في قائمة الفارين ولم يشهد ويشترك في بيعة الرضوان الشهيرة ويكسب ذلك الشرف الرفيع في بدر وهذه الأخرى، ونراه بعد موت زوجته ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الثانية رغم كونه صحابيا من بني عبد مناف ومن المهاجرين كانت هناك علل تبعده عن مجالات كثيرة من أن يكون من الأخصاء والقريبين لأنه أموي وهو كما نرى فيما بعد رغم اعتناقه الدين الإسلامي كان يحن بشدة إلى بني قومه من بني أمية وبني عبد شمس وتعلقه بأخيه من الرضاعة ابن أبي سرح وبنو عمومته كأبي سفيان والحكم وبنيهم وغيرهم رغم اختلافه وإياهم في العقيدة ورغم دخولهم كرها في الإسلام ورغم حقدهم على المسلمين الذين قتلوا شجعانهم في الحروب الماضية ولا شك وأن المقتولين لهم صلات عائلية بعيدة المدى مع عثمان ولذا نرى أن عثمان على أثر الفتح كان يتحين الفرص للتقرب إلى أفراد عائلته المشركين القدماء والمنافقين الذين ادخلوا كرها بالدين الإسلامي وأخفوا عصبياتهم وأحقادهم ومثل عثمان يواليهم ويسدي لهم كل ما بإمكانه من المعونة والمساعدات المادية والمعنوية، وإذا بهم بعد فتح مكة يجدون فيه تقريبا الوسيلة الوحيدة المقربة إلى أطماعهم في الحزب الجديد السري المناوئ للبيت الهاشمي قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخص بعده وبعد الانقلاب وغصب الخلافة من بني هاشم في سقيفة بني ساعدة وعندها تطلعت العيون وتنفست الأحزاب المناوئة لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متكتلة مع بعضها وتكتل بنو أمية حول عثمان يحدوا بهم أبو سفيان للالتفاف حول الخليفة الجديد أبي بكر لبلوغ أقصى أمانيهم الدنيوية ولطالما صرح أبو سفيان لبني أمية معبرا عن الخلافة والإمارة بكره بقوله تلاقفوها فلا جنة ولا نار، وهكذا نرى عثمان يصبح كاتب سر أبي بكر وأقرب الأقرباء إليه فهو مثل عمر
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»