شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٤
13 - وهنا نرى ما كان يرمي إليه أبو بكر وعمر من عدم تدوين السنة والحديث وسيطرتهم على جمع القرآن. حتى إذا مضى زمان أبي بكر وعمر وعثمان وتفرق الصحابة وقتل من قتل والترك آفة النسيان وإن الأحاديث والسنة فيها ما فيها من وصايا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في علي وبنيه - عليهم السلام - وفيمن يحب أن يخلفه وماذا يجب أن يعملوا كل تلك الأحاديث التي ضربوا بها منذ الساعة الأولى عرض الحائط، تلك التي يجب أن تنسى لتنسى بذلك أعمالهم وغصبهم ومخالفاتهم ونقضهم وصايا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -. نعم بعد ذلك الأمد جاء شيعتهم من آل أمية فنسبوا لهم المكرمات والفضائل ولو صحت تلك لما سكتوا هم أمام حجج علي - عليه السلام - وشيعته يوم تولوا الخلافة وغصبوا الولاية المرفوعة. وترى معاوية يشتري ضمائر أمثال أبي هريرة وغيره لجعل الأخبار تلك التي أظهرت دسها السم بالعسل، وخلق أسماء كابن السوداء الذي لم يكن له وجود ونسبة بعض الأحاديث إلى أفراد ربما إذا كذبوها برئت منهم الذمة وأصبحوا في أشد المهالك تلك التي ظهر كذبها. راجع كتاب العلامة أبو رية في كتابه أضواء على السنة المحمدية (ص) وكتاب المحقق السيد مرتضى العسكري في كتابه عبد الله بن سبأ. وشيخ المغيرة أبو هريرة للأستاذ الشيخ محمود أبو رية والغدير للعلامة المحقق الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني وعندها ترى كثيرا من المزورين الذين خلقتهم الأغراض الشخصية وأسهبت في إرسال ما يتبرأ الإسلام من أكاذيبهم ودسهم والله لهم بالمرصاد أولئك الذين فضحهم المخلصون من المحققين بعد ألف وثلاثمائة سنة حيث كانت أحاديثهم حجة ناصعة وإذا بها أكاذيب شايعه وإذا بهم بين كذاب لعنه الله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وآخر مختلق منافق جاء بأباطيل فيما أدلاه من قوله ومحدث عنها وجد في ذلك ما يشبع به فضوله.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»