شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٩
مؤسسوا كل هذه المجازر ومولدوا هذه النكبات بالعدوان الأول ويقابل هذه الفجائع أمجاد ومفاخر وأفراد فمثلا معركة بدر على صغرها في العدة والعدد وفترتها القصيرة في الزمن فهي تعد أعظم معركة في الإسلام وأعظمها فتحا وأثرا ورجالها المستبسلين هم قدوة رجال الإسلام في جميع العصور مهما بلغت من الحروب والفتوح والعدة والعدد ووسعة الأرض المفتوحة وما بذله قواد المسلمين وأبطالها في ساحات الحرب وأظهروا من التضحيات فتلك هي أم الفتوح ورجاله هم مؤسسوا العقيدة الإسلامية وأعظم أفراد المسلمين بذلا وتضحية وفي مقدمتهم سيدنا علي - عليه السلام - الذي يكاد يكون فيها الفاتح الوحيد الأول فهو الذي قاتل بها أبطال المعركة من المشركين وجندلهم وهو الذي قضى وحده على ما يقارب من نصف القتلى هو وعمه الحمزة وأخوه جعفر فبنوا هاشم هم المؤسسين علما وعملا وروحا وجسدا ويتبعهم المهاجرون والأنصار. وأمامهم من أعدائهم أقطاب المشركين ورؤساء الأحزاب من آل أمية وهكذا ضربة علي - عليه السلام - في يوم الخندق كيف كانت الحل الفاصل والضربة القاصمة بقتل علي - عليه السلام - لعمرو بن ود تلك الضربة التي ساوت عبادة الثقلين ومعركة أحد تلك التي لولا علي - عليه السلام - لدارت الدايرة على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بعد فرار المسلمين ودفاعه المجيد عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى ولى الكفرة وهو مثخن بالجراح. هذه الحروب الصغيرة الثلاثة على قصر أمدها وقلة عدتها وعددها هي التي أثبتت قواعد قوة المسلمين وأسندت قواهم وثبتت أقدامهم وقد بحثنا في كتابنا الموسوعة بشرح أكثر تفصيلا ومن كر من المسلمين ومن فر وتتبعها بعض الوقائع تلك التي كانت الأمهات التي شيدت الإسلام عسكريا واقتصاديا واجتماعيا وترى بها من لعب الدور الأول ومن كان لولاه لما كانت الفتوح ذلك هو علي - عليه السلام - وذو الفقاره حتى تردد الصوت السمائي " لا فتى إلا علي - عليه السلام - لا سيف
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»