شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٨٧
مقام عائشة التي جعل في بيتها الشورى فقاما على علي عليه السلام والمسلمين في حرب الجمل التي ذهبت ضحاياها عشرات الألوف وأطلقت يد معاوية وما لديه من الثراء والعزة التي مده بها عمر لينافس عليا عليه السلام كما رأيت.
فهل رأيت أن الشورى كيف كانت بؤرة للفتن وكيف صاغها عمر. وكيف جاء بها صياغة على قدر محكم وما جاء فيها وكيف خلفت من الويلات حتى انتهت بالحكم لمعاوية ذلك الذي أشاد ما شاد بأبي بكر وعمر وعثمان ووضع لهم المعاجز والكرامات واشترى ضمائر كثير من الصحابة لخلق الأحاديث والحط من كرامات أهل البيت وآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووضع ودس الضد والنقيض حتى خلقت مئات وملايين الأحاديث ثم المذاهب والفرق كل يؤيد جهة وفرقة ومزقت جسم الأمة الإسلامية لكن ضوت الأكثرية يذكرون أبو بكر وعمر ويمجدونهم رغم ما أصابهم من الإنهاك والضعف والانهيار بأضعاف مضاعفة مما يذكرون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل رسول الله وعلي عليهم السلام الذي ما قام الإسلام إلا بذو فقاره وإخلاصه وسموا آل بيت الرسالة بالرفضة تحقيرا لهم وإبعادا وهم شيعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا ما أراد بها عمر في الشورى. لكن عد إلى عزة الإسلام وتعال معي لنرى أسباب تشتتهم وتحقق وابحث عن الأسباب الموجبة فإنك لا ترى سوى تشتت الكلمة والتفرقة التي خلقها أبو بكر وعمر منذ غصب الخلافة وبعد منع تدوين السنة والحديث وإبعاد آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والصالحين من الصحابة وإدخال عناصر من أفسد ما التحق بالمسلمين قهرا من بني أمية وشيعتهم.
وها إني أقدم لك ما جرى بين معاوية مع ابن حصين الذي أوفده زياد لمقابلته لنرى كيف أن معاوية نفسه يؤيد الوقيعة التي نصبها عمر للمسلمين.
" معاوية: بلغني أن عندك ذهنا وعقلا فأخبرني عن شئ أسألك عنه. ابن حصين: أنا عند سؤالك.
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»