شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٨٣
جموع المسلمين البالغة 100 - 200 ألف على أن يبلغوا من لم يحضر وبايعه النساء والرجال وقال له أبو بكر وعمر بخ بخ لك يا علي عليه السلام لقد أصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة. ونزلت آية الإكمال بعد انتهاء الأمر. وهذه الآيات الأخرى وهذه وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في علي عليه السلام وذريته إذ يقول مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تأخر عنها غرق وقوله (صلى الله عليه وآله): " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا ". يؤيد بذلك قول الله تعالى (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) وصية من الله بذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام وهم آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقرباه وناهيك ما ورد منه في علي عليه السلام من النصوص التي تفوق الثلاثمائة آية والوصايا التي أثبت فيها أنه خليفته ووصيه وأخاه وأبو ذريته وأنه منه بمقام هارون من موسى عليهما السلام، وأنه باب علمه وأنه نفسه لحمه لحمه ودمه دمه وأنه إمام المتقين وقائد الغر المحجلين وأنه الفاروق الأعظم والصديق الأكبر وأن مبغضه منافق وكافر ومحبه مؤمن وما لا يعد وما لا يحصى من المكرمات والمناقب.
نعم لم يجد عمر أمام هذه المسانيد من الآيات والوصايا وخيبته في كل المجالات سوى العمل سرا على إحباط وفشل ما أراد الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام من غصب مقام الخلافة وهو قد علم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه دعي وأنه سيجيب وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصرخ للملأ من المسلمين حينما يرسل المهاجرين والأنصار تحت زعامة أسامة بن زيد سوى علي عليه السلام الذي يختص به ويبقيه عنده أن الكل على حد سواء جنود وأن أسامة أميرهم وعلي عليه السلام خليفته المرموق من الله ومنه.
هنا يمرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والحزب السري الذي يرأسه أبو بكر وعمر من الرجال وعائشة من النساء يتطلع إلى الساعة ولا يريد أن يفارق المدينة ويصر على البقاء خلافا لأوامر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»