شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٨٩
يومي على كورها - ويوم حيان أخي جابر. فواعجبا بينما هو يستقبلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته، لشد ما تشطر ضرعيها، فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلامها ويخشن مسها ويكثر العثار فيها.
وهنا ترى هذا الوصف الموجز وخير الكلام ما قل ودل وهو عهد عمر، إلى أن قال:
" فصبرت على طول المدة وشدة المحنة حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أني أحدهم.
فيا لله وللشورى متى اعترض الريب في مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر لكني أسففت إذ سفوا وطرت إذ طاروا، فصغى رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره، مع هن وهن إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضم الإبل نبتة الربيع إلى أن انتكث فتله وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته... الخ " وهكذا ترى عليا عليه السلام يشرح لك مختصر الموجز وخير الكلام ما قل ودل كيف قام أبو بكر وما أحالها عمر في عهده وبالشورى وهو صابر محتسب متجلد على طول هذا البلاء بما صب عليه وعلى الأمة والعالم أجمع ولولاه ورعايته لما وجدت البقية الباقية من آثار الدين وبقية الشريعة.
فالسقيفة أم الفتن وبذرة الفساد وفخ الشيطان منبع الظلم والعداء والغصب والجور وبذر المنكرات والمفاسد التي نهى عنها الله في محكم كتابه: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شئ).
فهذا أبو بكر بعهده القصير وتلك منكراته وهذا عمر بعهده وهذه أعماله وتلك العقبى التي أورثها لبني أمية ومزق بها دين الله والشريعة شر ممزق واستباح المنكرات وغير وبدل ثم أودعها إلى شر خلق الله يقتلون الأبرياء البررة وينهبون مال الله ويعيثون في البلاد فسادا وظلما لا يردعهم دين ولا وجدان ولا منطق
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»