ورغم كل ما عمل فحب آل البيت عليهم السلام مغروس في قلوب المسلمين فلا بد له من تحقيق ما بدأ به أولا في إبعاد علي عليه السلام وذويه وتقريب خصوم البيت الهاشمي ليحققوا ما رمى إليه وهذا عثمان الأموي وهو اليوم من الصحابة المهاجرين الأولين لكنه يحمل النعرة الأموية وله نفس الحقد والحسد لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي تزوج ابنتيه فلم ينجب منهما لا ولد ولا بنت وخابت آماله مثل صاحبيه أبو بكر وعمر وهو كاتب سر أبي بكر وعون عمر وحوله بنو أمية وهو يكن لهم الحب المفرط مهما بلغوا فيه من النفاق وأبطنوا الكفر وهو وحده الذي يحقق آماله ويرى في الحين أن هناك من يرنو للخلافة مثل طلحة ابن عم أبي بكر والزبير زوج ابنة أبي بكر وكلاهما مؤيدان من عائشة الداهية العظمى وألد خصوم البيت الهاشمي وهذا عبد الرحمن بن عوف وأخو عثمان بالتآخي وصاحبه وصهره وينتمي إلى البيت الأموي من أمه ومثله سعد بن أبي وقاص صهر عبد الرحمن اللذان يشكلان كتلة قوية واحدة أمام علي عليه السلام فما عليه إلا أن يحطم مقام علي عليه السلام ويجعله واحدا منهما فيعلن هؤلاء الستة عثمان وعلي عليه السلام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة والزبير ويقول مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو راض عنهم وهم بعد موتي لهم أن ينتخبوا من بينهم خليفة وإن تساوت الأصوات فالخليفة في الثلاثة الذين معهم عبد الرحمن فأثبت مقام عثمان هنا إذ لا يعزب عنه إن الكل سوى علي عليه السلام أهل دنيا ولا زالت تخامرهم وتحثهم العصبية والدنيا وتراثها ولا يجدوها عند علي عليه السلام الذي تساوى عنده المسلمون.
عمر يهدد عليا عليه السلام بمعاوية وأقرها لبني أمية * حين هدد واختصر بمن التهدد. ما تهدد * من تهدد وابتدر