شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٨٨
معاوية: أخبرني عما شتت الأمة الإسلامية وألقى الخلاف بينها؟ ابن حصين:
قتل عثمان.
معاوية: ما صنعت شيئا. ابن حصين: مسير علي عليه السلام إليك وقتاله إياك.
معاوية: ما صنعت شيئا. ابن حصين: قتال علي عليه السلام لطلحة والزبير وعائشة.
معاوية: ما صنعت شيئا. ابن حصين: ليس عندي سوى هذا.
معاوية: الحقيقة لم يفرق كلمة المسلمين ويشتت شملهم سوى الشورى التي خصها عمر في الستة لأن الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون واستمر قائلا: واستخلف (يعني أبا بكر) عمر فعمل بمثل سيرته ثم جعلها شورى بين ستة نفر. فلم يكن رجل منهم إلا رجاها لنفسه ورجاها له قومه. وتطلعت إلى ذلك نفسه، فلو أن عمرا استخلف عليهم كما استخلف أبو بكر ما كان في ذلك خلاف " 1 - أخرجها ابن عبد ربه في العقد الفريد 3 ص 73 - 74.
وقد سمعت من معاوية صنيع عمر وعميله ومقتفي أثره وألد أعداء آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والآن تعال معي لنسمع الشورى من سيد بني هاشم نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخوه ومعينه وخليفته من الله في خطبته الشقشقية التي وردت في نهج البلاغة. ومما قال فيها:
" أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير، إلى أن قال: فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى، أرى تراثي نهبا، حتى مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده (يعني عمر) وتمثل بقول الأعشى: شتان ما
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»