إيمان المسلمين بإيمانك لرجح إيمانك به ولكن فيك ضعفا ليس يصلح هذا الأمر من فيه ضعف كضعفك " (1).
أما كلمة عمر في علي عليه السلام فطالما أنه كرر لو وليها لأقامهم على الحق وقول آخر على المحجة البيضاء والصراط المستقيم حتى قال له ابنه عبد الله فما يمنعك إذن أن توليها إياه فأجابه لا أريد أنا أتحملها حيا وميتا.
وبعد هذا أيها القارئ الكريم فقد عرفت الحق وعرفت القوم وحقائقهم، ولا أحسبك إلا وتفرست وأيقنت أنه أودعها لعثمان متعمدا، فهذا عمر العادل الفاروق رغم تفرسه بمآل عثمان وكيف يوليها لبني أمية وآل معيط قدمها له ولهم لقمة سائغة وألقى الفتن في الإسلام ومهد الطريق لحكومات الظلم والتعسف وبعدها الشقاق والنفاق ثم الضعف والخذلان والبغضاء وأحيى من جديد العصبيات الجاهلية والنعرات القومية بعد أن قضى عليها الإسلام ومحاها الإيمان، وأعود إلى نبذة من كلام الكاتب المار الذكر الأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود في ج 1 ص 292 قوله:
" ولكن نرى عهد الخليفة الطعين باديا في صورة من الإمعان في تأليب قوى العصبية كلها ضد ابن أبي طالب عليه السلام، فلقد ضمت الشورى أيضا سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وكلا الرجلين من زهرة ولكليهما نسب موصول ببني أمية أتى الأول من ناحية أمه حمنة بنت سفيان وأتى الثاني من ناحية زوجه أم كلثوم بنت عقبة أخت عثمان فإذا علمنا هذا فماذا بقي بعده يدع لعلي عليه السلام فرصة واحدة للفوز؟ وأي بطن من قريش ينصف قضيته وقريش كلها خصومه وقضاته في آن واحد، وكذلك كانت وصية عمر بالشورى توحي إلى الرجل المغلوب كما يوصي عهد مكتوب. وخرج أصحاب الشورى من لدن الشيخ الجريح