شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٩١
جاءت وصيته (يعني عمرا) إن لم نقل سبقت نيته! ولغير الصالح العام... وعلى غير العدل المشهور عن عمر الموسوم به طبعه قام أس الاستخلاف " ثم قال: " فإن عمر بن الخطاب إذ قرنهم في الشورى بعلي عليه السلام قد ولد في نفوسهم نوعا من الشعور جعلها به ترتفع في أعينهم إلى ما فوق القدر الذي عرفوه لها من قبل ".
والحق ذلك فسعدا مع أنه برهن على ضديته لكنه برهن أيضا على عدم قدرته الإدارية للأمة حينما عجز من إدارة جزء من رقعة الإمبراطورية حتى عزله عمر وعزله أخرى خلفه، وأما طلحة الطامع والطامح ليس دليلا على قدرته لإدارة الأمة وعلى الأخص وقد صرح بذلك ابن عمه أبو بكر قائلا له " أما والله لو وليتك لجعلت أنفك في قفاك ولرفعت نفسك فوق قدرها حتى يكون الله هو الذي يضعها ".
قول عمر للزبير وأما الزبير ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وزوج ابنة أبي بكر فقد قال فيه عمر قبيل موته وقبيل الشورى: " أما أنت يا زبير فوعق تعس مؤمن الرضا كافر الغضب ولعلها لو أفضت إليك (يعني الخلافة) ظللت يومك تلاطم بالبطحاء على مد من شعير " وأما عثمان فقد قال له عمر قبيل الشورى:
قول عمر لعثمان أو استريب مهنئا * ومؤبنا فيما نثر " كأني بك قد قلدتك قريش (1) هذا لحبها إياك فحملت بني أمية وبني أبي معيط على رقاب الناس وآثرتهم بالفئ فسارت إليك عصابة من ذئبان العرب فذبحوك على فراشك ذبحا " ووصف عبد الرحمن بن عوف قائلا: " لو وزن نصف

(1) وما يقصد بقريش سوى نفسه كما مر وقال قبلها في علي عليه السلام إنما أرادت قريش ذلك.
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»