شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٥٩
كما حذر رسول الله (صلى الله عليه وآله) قائلا: (إذا رأيتم معاوية على منبري فاضربوا عنقه) جاء في كتاب واقعة صفين ص 247. ولكم افهموا جماعات من الصحابة عمرا أن معاوية خرج عن جادة الصواب والحق وخرج عن الكتاب والسنة وأنه يتجلبب بالحرير والذهب والديباج لكنا نرى عمر في هذه المرة لا يثور كما ثار للأبيات الشعرية المارة، بل نراه يزجر من أخبره وينهرهم حتى عرفوا أن عمر له غاية خاصة في تقوية معاوية ومده ومدحه بخلاف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فكان عمر يبعد من قربه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويقرب من بعده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وهاك ما قاله في معاوية لمن أخبره عن خروجه وما غير وبدل.
عمر يدافع عن معاوية قال: " دعونا من ذم فتى من قريش، ومن يضحك في الغضب، ولا ينال ما عنده من الرضا، ولا يؤخذ من فوق رأسه إلا من تحت قدميه " كما جاء في الإستيعاب 3 ص 377 فهلا كان عمر يهئ الخلافة لبني أمية فذاك منه تشكيله الشورى بعد مصابه. تشكيلة يعرف منها كل محقق مفكر أن نتيجة الشورى بما جمعته من تلك الأعضاء إنما هي لا بد أن تعود إلى عثمان. كما يركب عالم كيماوي مواد مع بعضها ويعرف نتيجة جمعها، فإذا ما سألت عالما كيماويا ما هي نتيجة ضم حامض الليمون إلى بيكربونات الصوديوم مضافا لها الماء سوى قوله إن الناتج إنما هو نترات الصوديوم تلك نتيجة كمياوية حتمية. أو قل هي نتيجة رياضية من جمع وتفريق يعرفها المحاسب. أما تقريب عمر لمعاوية وتعظيمه فبإمكان أي فرد أعطي قليلا من الذكاء إذا عاد وحلل أفكار عمر وأقواله لا بد وأنه يعرف وخصوصا ساعة قال لأعضاء الشورى لا تختلفوا فإن معاوية لكم بالمرصاد.
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»