شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٦٠
فلم هدد عمر؟ وقد أحكم خلافة عثمان حينما ضم له عبد الرحمن ابن عوف وهو صهره وأخوه بالتأخي وسعد ابن أبي وقاص ابن عم عبد الرحمن وصهره المنتمين لبني أمية أما وسياسة وأخص منها حينما قال: فإن اتفقوا ثلاثة من أعضاء الشورى الستة فمن كان معهم عبد الرحمن فهو الخليفة.
وترك عليا عليه السلام وحيدا وأعضاء الشورى خصومه: فطلحة ابن عم أبي بكر خصمه القديم والزبير زوج أخت عائشة عدوه الآخر الذي ثبت عداءه يوم نكث بيعة علي عليه السلام وثار حرب الجمل عليه وثبت أن طلحة والزبير كلاهما ذوي طمع ودنيا لا يجداها عند علي عليه السلام. وقول عمر حين خاطب أعضاء الشورى إياكم والتفرقة فإن لكم معاوية بالمرصاد فهو يعرف كيف شيد وربى معاوية لمثل هذا اليوم وكيف أن معاوية ناصر حزبه وأثري بالمال وكم للمال من الأثر الفعال في مثل هذه المخاصمات وهي كما مر وذكرنا نتيجة حسابية أسند بها عثمان والأمويين، وخلق الفتن لعلي عليه السلام والهاشميين وخلق من طلحة والزبير أندادا لعلي عليه السلام يخاصمانه ولا يخاصمان معاوية وعثمان هذا يسند معاوية ومعاوية يسنده أكثر فأكثر حتى عادت أموية محضة كما دبرها عمر وحسب لها حسابها والنتيجة إنما هي الوقيعة بعلي عليه السلام والهاشميين آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتنحيتهم إلى الأبد وترك المجال بعد منع التدوين ليبث معاوية وأعوانه ما شاؤوا ويدسوا ويضعوا ويحرفوا السنة وتأويل القرآن كيفما شاءت نفوسهم دون أن ينبس أحد بشفة كما قرأنا ورأينا وأن يضع السيف في آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام وأعوانهم ورفع مقام خصومهم وأعداءهم كما بدأها عمر وأبو بكر وهكذا كان. وما كان عمر يهمه شئ في الواقع لما يضمره من حالة نفسية وعقد مكنونة وأضغان وحسد لعلي عليه السلام الذي لم يستطع مطاولته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن زالت شريعة الإسلام ودين الإسلام وعادت قيصرية وجاهلية كما بدأها عمر بمنع السنة ومخالفة النصوص.
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»