شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٥٦
المصائب على زوجته الزهراء البتول عليها السلام بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى ماتت جزعا من أبي بكر وعمر وطلبت من زوجها أن يدفنها ليلا ولا يسمح أن يصلي عليها أبو بكر، وفي جميع تلك المظالم كان عمر شريكا له ومحرضا ومسببا لأشد النكبات حتى وجدنا أبا بكر عندما أعيته الحجة أمام الزهراء عليها السلام كتب لإعادة فدك ولكن عمر أخذ كتاب أبي بكر ومزقه.
وأما عمر بعد وفاة أبي بكر واستلامه الحكم دون مشورة ولا واحد من الصحابة ورغم معارضتهم فقد سار على نفس السياسة وأشد خصوصا بعد مضي سنتين من خلافته، فقد كان أبو بكر رغم تلك المظالم سار في قسمة الصدقات والأموال بالتساوي على المسلمين في مدة خلافته القصيرة وإن خالف في تعيين رجال الحكم. لكن عمر بعد سنتين بدا بمخالفاته الصريحة وحياده عن سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في القسمة بل هو أيد أبو بكر في منع تدوين السنة وقد رأيناه كلما طال حكمه زاد جوره وزاد تغييره وتبديله لأحكام النصوص والسنة.
واستعمل رأيه بعد أن أسكت جميع الصحابة إرهابا وتخويفا بدرته وصرامته ومنعهم من الحديث والكلام وإظهار وإبداء أي رأي في الداخل والخارج وحبسهم في المدينة إلا من أرسله في الأطراف والأكناف وهو يتجسس عليهم ويبعث الجواسيس في الولايات ويستشم الأخبار ويزيد إرهابه على من ينبس بكلمة أو يسئل عن تفسير آية أو يحدث حديثا حتى قضى قضاء مبرما على الحرية الفكرية والبدنية واستمر يزيد سنة بعد سنة في حكمه المطلق الاستبدادي وساعده على ذلك ما وردته من الثروات العظيمة من الغنائم وأغدق بها على من يرجو نصرتهم ويرى عونهم وبالتالي غير قسمته قسمة المساواة وبدأ يزيد لبعض دون بعض ويقلل من هذا لهذا ويفضل البعض على البعض في العطايا ويهب الأموال الكثيرة إلى من شاء وهو بالوقت يراقب من قال فيهوى بدرته على البعض ليرهب الآخرين وزاد في الطنبور نغمة في مناصفته عماله أموالهم دون حق وإقامة بينه وويل لمن اعترض مثل أبي هريرة من درته. قال الكاتب الشهير والمحقق الكبير عبد الفتاح عبد المقصود في
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»