المناصب إلى ألد أعدائهم وأعداء الشريعة الإسلامية كما مر ونرى ما فيه المسلمون من التفرقة والضعف بسبب عدم تركزهم على الأسس المتينة والوصايا التي قال بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ يوم السقيفة ومتابعتها بيوم الشورى العمرية التي سوف يأتي ذكرها وما غير وبدل في أحكام الشريعة في حياته وأدخل وأخرج حلالها وحتى وصيته لابنه عبد الله بمناوئة علي عليه السلام ومعاداته والانحياز إلى أعداءه كما مر وذكرنا ذلك كما جاء في أسد الغابة 3 ص 235 وما بعدها.
العصبية الجاهلية الشعوبية كان الفاروق يفرق في الإرث بين المسلمين العرب وغير العرب على خلاف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. راجع بذلك الموطأ 2 ص 12 قال الله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة). وقوله تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). من الآية 13 في سورة الحجرات.
وهذه خطبة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في الحج الأكبر: أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لإمرء مال أخيه إلا عن طيب نفس منه - ألا هل بلغت؟ اللهم إشهد! فلا ترجعن بعدي كفارا... الخ فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله، ألا هل بلغت؟ اللهم إشهد! أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على أعجمي فضل إلا بالتقوى. ألا هل بلغت؟ اللهم إشهد! قالوا نعم قال فليبلغ الشاهد الغائب.
راجع بذلك العقد الفريد 2 ص 85 والبيان والتبيين 2 ص 25 ومجمع الزوائد 3 ص 266 و 272 وزاد المعاد 2 ص 226 وتاريخ اليعقوبي 2 ص 91 والجامع الصغير للسيوطي. وقد قال (صلى الله عليه وآله) عن سلمان الفارسي سلمان منا أهل البيت، كما ورد في مستدرك الحاكم 3 ص 598 وشرح مختصر صحيح البخاري لابن محمد الأزدي