وأي فكرة أو نظرية سادا بذلك قريحة المفكرين واجتهاد المجتهدين مستبدا بآراءه ومتصلبا بأفكاره ومنعهم من اتخاذ التدابير والمشاكل قبيل وقوعها مخالفا بذلك أسس الشريعة ومفاهيم الدين الإسلامي في حرية الفكر والرأي والتحدث والمشاورة والمبادلة لحل المشاكل بقوله وشاورهم في الأمر ورب قائل يقول إن عمرا كان يشاور الصحابة فالجواب وما الفائدة وهو يخالفهم بعد المشاورة كما شاورهم بتدوين في الحديث والسنة وخالفهم جميعا، وخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في رفع منزلة العلم وتوقير العلماء وتشجيعهم. حتى كان الكثيرون يخشون قراءة القرآن الكريم حذار أن يأخذهم عمر ويرهقهم، حتى سمع رجلا يقرأ: السابقون الأولون من المهاجرين.. الخ. فأخذ عمر بيده وقال من أقراك فقال أبي بن كعب ولم يفلت منه حتى شهد له أبي وكررها عليه حتى تأثر أبي وقال تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولقد أنزلها الله على جبرئيل وجبرئيل على قلب محمد (صلى الله عليه وآله) ولم يستأثر فيها الخطاب ولا ابنه وفي لفظ أقرأنيها (صلى الله عليه وآله) وأنت تبيع الخيط وبألفاظ أخرى راجع مستدرك الحاكم 3 ص 305 وتفسير الطبري 1 ص 7 وتفسير القرطبي 8 ص 38 وتفاسير ابن كثير 2 ص 383 والزمخشري 2 ص 46 والدر المنثور 3 ص 69 وكنز العمال 285 و 287 وتفسير الشوكاني في 2 ص 379 وروح المعاني ط المنيرية 1 ص 8 كما جاء في الدر المنثور 2 ص 344 وابن جرير الطبري وغيرهم أن أبي بن كعب قرأ الآية 26 في سورة الفتح وهي: (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شئ عليما) فقال عمر: كذبت، قال: أنت أكذب فقال رجل تكذب أمير المؤمنين، قال أنا أشد تعظيما لحق أمير المؤمنين منك ولكن كذبته في تصديق كتاب الله ولم أصدقه في تكذيب كتاب الله.
ولقد مر وتحدثنا عن منع عمر لتدوين السنة وضرورة السنة بنظر علماء المسلمين ومنهم: قال الأوزاعي ومكحول إن كتاب الله أحوج للسنة من السنة