شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٧٤
سبقه وفراره وبعدها تجده لم يولهما مثل ذلك حتى كانا جنودا لعمر ابن العاص مرة وأخرى لأسامة وتحت إمرتهما.
وأخرى إرسال سورة البراءة بيد أبي بكر لقرائتها على قريش في مكة وبعدها إرسال علي عليه السلام على أثره ليأخذها منه ويقرأها ترى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لماذا لم يرسل عليا عليه السلام قبل إعطائها لأبي بكر. نعم إنما أراد أن يعرف أبا بكر نفسه ويعرف الصحابة أنه ليس أهل ذلك.
وأخرى يوم كان في مرض موته صلى الله عليه وآله وسلم وأرسلت عائشة لأبيها أن يصلي بالمسلمين ولما علم بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام وهو محموم وأزال أبا بكر وصلى هو نفسه ولم يترك أبا بكر يصلي.
كل هذه على ماذا تدل فالأولى في خيبر دلت على ضعفه في تدبير الحرب وجبنه في موقع الشجاعة والثانية تدل على عدم الثقة الأدبية والسياسية فيه، والثالثة في أمر الصلاة لا بد وأنها تدل على عدم الثقة بالعلم والتقوى اللازمة لإمام الجماعة. وهناك مثل آخر وهو تولية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خالد ابن الوليد كما يلي:
جاء في الإستيعاب ج 1 ص 153 وهو صحيح الأثر على حد قول أبو عمر، حيث قال:
حدثني أصحابنا من أهل العلم من بني جذيمة قال ابن إسحاق: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما حول مكة السرايا تدعو المشركين إلى الله عز وجل، ولم يأمرهم بقتال، وكان ممن بعث خالد ابن الوليد، وأمره أن يسير بأسفل تهامة داعيا ولم يبعثه مقاتلا ومعه قبائل من العرب فوطئوا بني جذيمة ابن عامر فلما رآه القوم أخذوا السلاح، فقال خالد ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا. قال: حدثني
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»