شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٧٠
الأمويون وأثبتها العباسيون.
بعض أحداث معاوية هذا ابن هند يستحل * دماء من زكى وبر ويقر فيها المنكرات * كما هوى وكما نظر روى أبو الحسن المدائني في كتاب أحد أنه وابن عرفة المعروف بنفطويه في تاريخه وكلاهما من الأعلام كما روى ابن أبي الحديد في شرح النهج أن معاوية عندما استتب له الأمر كتب إلى عماله في جميع الآفاق:
" انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته والذين يروون فضائله ومناقبه فأدنوا مجالسهم وقربوهم واكرموهم واكتبوا إلي بكلما يروي كل رجل منهم واسمه واسم أبيه وعشيرته. ففعلوا ذلك حتى أكثروا من فضائل عثمان ومناقبه لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات والكساء والجباء والقطايع ويفيضه على العرب منه والموالي فكثر ذلك في كل مصر وتنافسوا في المنازل فليس يجزي مردود من الناس عاملا من عمال معاوية فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلا كتب اسمه وقربه وشفعه، فلبثوا في ذلك حينا ثم كتب إلى عماله أن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر وناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين (أبو بكر وعمر) ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وائتوني بمناقض له في الصحابة فإن هذا أحب إلي وأقر لعيني وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضله، فقرأت كتبه على الناس فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها وجد الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتى شادوا بذكر ذلك على المنابر
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»