شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٧٣
والسلب والسبي على ذويه والنزو على زوجته المحصنة وسرنا بالتاريخ إلى مجازر حرب الجمل وفضايح بني أمية لقتل الحسين عليه السلام واستباحة مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالقتل والسلب وهتك الأعراض وضرب قبلة المسلمين ومجازر الحجاج وحروب صفين والنهروان وغيرها إلى هذا اليوم والنكبات التي خلقت من تفرق الكلمة وخلق المذاهب وما أصاب المسلمين من تشتيت وانهيار وضعف إنما هو يعود على يد الغاصب الأول الذي غصب الخلافة وأعوانه الذين خالفوا أوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأن جميع المظالم بدأت منذ يوم السقيفة أم الفتن وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
تبديل الطيب بالخبيث يختلف الإسلام في الحكم والسيرة ورفع درجة الأفراد في قيادة الجيوش وفي الإدارة والتعليمات الأخلاقية والدينية وجباية الأموال وتقسيمها وتطبيق الأحكام بطرز خاص من التجربة ومعرفة اللائق لكل أمر في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجرب الأفراد قبل أن ينيط إليهم مهمة وإذا ما أناط لهم المهمة يبقى يراقب أعمالهم ويعرف نفسه هو المسؤول عن ذلك ولا يعود إن وجد في أحدهم ما يدل على خلاف ذلك أن يستعمله لذلك الأمر. وليست تجربته للأفراد بغية معرفته نفسه وحسب بل إبراز قواه البدنية والعقلية لجميع الصحابة ولنفس الشخص ذاته. وها أنا ذا أقدم بضعة أمثلة على ذلك:
منها تجربة أبي بكر وعمر في خيبر وإدبارهما وبعدها قوله لأعطين الراية غدا لرجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرار غير فرار. وهكذا أفهم أبا بكر وعمر وبقية الصحابة إن الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم لم يرضيا من أبي بكر وعمر لفرارهما وحينما قال بحبه وحب الله لعلي عليه السلام كان عكس ذلك لمن
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»