ما كان غير أبي حفص بقائلها * إمام فارس عدنان وحاميها ألا تستشم من كلمات هذا الشاعر إلا العصبية الجاهلية وإن ما خرج من حنجرته ما كان يخرج من حنجرة أبو جهل وأبو سفيان يوم كانوا في رأس المشركين أيتبجح بهذه المنكرات والفجائع يا للجهل والكفر.
وهكذا تراهم يصيغون تلك الجرائم البشعة بهالة من القدسية والإجلال وكل أمر مخالف يخلقون له عللا تبرئ ساحتهم من السيئات وبالعكس صياغتها بصيغة محقة لهم ومنكره على خصومهم. ذلك من قبائح أعمالهم. وأما محاسنها فحدث في التمجيد حتى تصل إلى مدارج المعاجز والخوارق. فهم يضعونها تحت عدسة التكبير فيخلقون للرائي من النقطة غديرا ومن البقة جملا خصوصا إذا عقبهم من اعتنق نفس المبدء من الظلم والإجحاف وحمل ذات العقدية أو كان يهمه الأمر كأبيه أو شريكه في السلوك والأهداف وذلك ما تجد في صدر الإسلام ومجئ بني أمية بعد عثمان وعمر وأبو بكر ويخلفهم العباسيون الذين وإن كانوا ألد أعداء الأمويين لكنهم أسسوا خلافتهم على نفس مبدء الأمويين على ضرب خصومهم من أمويين وعلويين فأبادوا الأمويين واستمروا على إبادة العلويين حتى قال الشاعر:
تالله ما فعلت علوج أمية * معشار ما فعلت بنو العباس وظلوا يؤيدون ما كان يؤيده الأمويون نكاية بأبناء عمهم العلويين الذين هم أحق منهم بالخلافة والإمامة تلك التي وصلوا بها بالدعاية لهم والتظلم بحقهم حتى إذا وصلوا رأوا الملك عظيما فساروا نفس سير الأمويين على الظلم والغصب وإبقاء ما كان على ما كان من الأخبار المدسوسة والأحاديث والروايات المختلقة والفضائل المشوهة.
والآن تعال معي لأريك نبذة منها نقطة من بحر تلك الجرائم التي درجها